محمد شوكت حاج قاب فن الزخرفة دمشقي خالص
محمد شوكت حاج قاب فنان زخرفة في حي القيمرية الدمشقي، بجانب الجامع الأموي. أحد الفنانين الأوفياء لتراث المدينة القديمة، وشاهدٌ على غناها الثقافي، وتعدّد معارفها. وفي المقابلة التالية معه، جولة لاستطلاع حال الفنون اليدوية التي تشتهر، وتتميز بها دمشق، وتاريخها من خلال المهن اليدوية، والتحوّلات السريعة، التي أدّت إلى تراجع التاريخ الثري، أمام الحاضر السريع الاستهلاكي.
لم أرث المهنة. والدي موظف في المطار، وليس هناك أحدٌ من عائلتي يعمل فيها. درستُ الفنون التطبيقية، واختصاصي التصوير الفوتوغرافي
* تتعدّد في دمشق أنماط العمارة والحرف القديمة، ويجمعها أنها بعيدة في التاريخ. باعتبار أنك تمارس إحدى هذه الحرف، هل لديك فكرة عن المدى الزمني؟
في كتابات ابن بطوطة وصفٌ لأحياء دمشق القديمة، وقد تحدّث عن الحي الذي اخترته سكناً ومكان عمل، القيمرية، واصفاً إياه بـالهند الصغرى، نظراً إلى كثرة المشاغل الحرفية والتنوّعين الطائفي والإثني فيه. نحن الآن في أرض السنة، وعلى بُعد متر حارة شيعية ومساجد، وأخرى يهودية، وتليها مسيحية. ومنطقة قصر النرجس القريبة من هنا تُعد نقطة تلاقٍ بين هذه الطوائف.
هناك حرف كثيرة، بعضها استمرّ والآخر اندثر. قريباً من هنا تقع منطقة المصابن وصناعة الصابون. والمفارقة أن أغلب المؤرّخين ينسبون الصابون إلى حلب، لكن دمشق كانت مركزاً كبيراً لهذه الصناعة، إلا أنها اندثرت فيها.
في كتاب منير كيال الحمامات الدمشقية، وصفٌ للحمامات، ويذكر فيه أن كثيرين من علماء الآثار يخطئون في التمييز بين الحمام والمصبنة، فالشكل واحد، والفرق أن المصبنة لا يوجد فيها برّاني وجوّاني.
* ذكرت أن المسيحيين في المنطقة يشتغلون بالذهب، هل هناك تقسيم للمهن على أساس طائفي؟
لا توجد قاعدة عامة. هناك مسلمون يعملون بالذهب، وبالنقش قد تجد مسيحياً، لكنك لا يمكن أن تعثر على يهودي. أغلب عمل اليهود على النحاس؛ فإذا أردت قطعة نحاس مشغولة جيداً تجدها عند الصنّاع اليهود. ليس لديّ تفسير لهذا، لكن المؤكد أن هناك مهناً لا تخرُج عن نطاق عائلي معين.
* هل يعمل اليهود في الحروفية مثلاً؟
كان بعضهم يستخدمون الحرف العربي
ارسال الخبر الى: