محمد برهومة الآداب والفنون تؤنسن الأفكار
90 مشاهدة
وقال: وإذا صحّ هذا، فإنه ربما يجيز لنا الحديث عن علاقة طردية بين انتشار أفكار التنوير والحداثة مع انتشار الآداب والفنون بين صفوف الناس، وأخذها قسطاً مميزاً في المناهج المدرسية والجامعية، وفي أصناف الترفيه والتسلية وقضاء أوقات الإجازات الأسبوعية والسنوية، لافتاً إلى تبوؤ المفكرين والفلاسفة والفنانين والموسيقيين وأهل الأدب والصحافة في المجتمعات المتقدمة، المكانة المميزة التي يحتلها المخترعون والعلماء وأهل السياسة والمال، في حين أن المكانة ذاتها (مكانة الفنانين والمفكرين وأهل الأدب) تتراجع في المجتمعات المتأخرة فكرياً وعلمياً.
موضحاً، أنه يمكن إقامة رابط أساسي بين انتشار الآداب والفنون في مجتمع من المجتمعات، من عدمه، في ظل رسوخ التحرر الاجتماعي، واحترام المرأة، وانخراطها الفاعل داخل المجتمع، أو انتشار المحافظة والتشدد والانغلاق في ذاك المجتمع.
وأكد، أن المرجح أن الآداب والفنون بأنواعها العديدة، متى ما ابتعدت عن غايات التعبئة الأيديولوجية والتحشيد القطيعي، تسهم في «أنسنة» الأفكار والمشاعر والميول، وتهذيب الذوق، وإشاعة التحضر والتمدين والقيم الحضارية، وقبول الآخر وتسوية الخلافات معه فكرياً، لا مادياً، وأضاف، لنا أن نقارن كيف أسهم التقدم الثقافي والاجتماعي، والحداثة المؤسسية، والتحضّر العام في دول شرق أوروبا ووسطها قبل تفكك الاتحاد السوفيتي في قيام ديمقراطيات مستقرة في تلك الدول بعد انهياره، فيما نرى في الشرق الأوسط والعالم العربي، ضعف البنى المجتمعية المؤسسية، ورسوخ المحافظة والتشدد. ما أسهم في العجز عن تقديم نموذج أوليّ، أو ملامح نموذج جاذب للإصلاح والحرية واحترام الإنسان والتعددية الفكرية والسياسية.
و ذهب إلى منطقية التلازم والترابط العضوي بين التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والحرية الفردية والابتعاد عن النظرة إلى المرأة من منظور جنسي أو في سياق عقلية وثقافة أبوية ذكورية، وعبر التاريخ، يكاد الخلاصيون، دينيون وغير دينيين، يجتمعون على ضرورة القبض على الجسد، والبدء بهندسة اجتماعية، تضيّق الخناق على
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على