محمد سيف البرطي عمدة في الدمنة كريم بلا ضجيج

77 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل
محمد سيف البرطي

يمنات

محمد الصهباني

يعود الحاج محمد سيف البرطي من صلاة الجمعة إلى منزله مبتسماً، وتزداد ابتسامته وهو يرى أطفال الحي يتسلّمون الشوكولاتة من يد أحد أبنائه. لا يسأل عن عددهم، ولا يفرّق بين طفل وآخر.

شاهدتُ هذا المشهد مراراً وتكراراً، ولم أره يوماً يضيق بطفل، أو يتذرّع بأن ما لديه قد نفد.

أعتقد أنه ليس من الإنصاف الكتابة عن الرجل السبعيني، الحاج محمد سيف، في منشور أو حتى ثلاثة. ابن مدينة الدمنة، بمحافظة تعز، يصفه أهل البلدة بـ”العمدة”، لا لمنصب يشغله، بل لما يحمله من مقام في القلوب. نشأ في بيت كريم، فصار كريماً بلا استعراض، لا ينتظر شكراً، ولا يعرف طريق الشهرة. فليقل أحد: من يضاهيه في الكرم والإنسانية في الدمنة؟

منذ سنوات، يتحلّق أطفال الحي كل جمعة أمام بيته، ينتظرون حلوى تُقدَّم بابتسامة. يعطي بسخاء، لا طمعاً في شكر، بل لأن الفرح حقّ للصغار، ولأن الكرم خُلق أصيل لا يتوقف على ظرف أو مناسبة. وفي زاوية محاذية لمنزله، يقدّم وجبات طعام للبائسين، خصوصاً.

وبالمناسبة، الحاج محمد سيف ليس مسؤولا رسمياً فاسداً، ولا صاحب منصب يوزّع من مال عام. هو رجل من عامة الناس، يعطي من ماله الخاص، بصمت ورضى ونية طيبة. لا تحكم كرمه الكاميرات، ولا تحرّكه المناسبات. إنه الكرم الذي يحبّه الله؛ كرم لا يعلم ما تقدّمه يداه في الخفاء إلا الله.

يقول أرسطو: “الكرم هو العطاء عن قوة، لا عن ضعف؛ عن حكمة، لا عن تبذير”، واضعاً هذه الفضيلة في نقطة التوازن بين الإفراط والتقتير، في قلب فلسفته الأخلاقية التي لا ترى في الخير مجرد فعل، بل حالة من الاعتدال الواعي.

أما أفلاطون، فكان يرى الكرم “شعوراً راقياً لا يتغذى من الفائض، بل من أعماق الإنسان حين يشعر بحاجته، ويمنح رغم ذلك”. فالكريم ليس من يملك كثيراً، بل من يملك نفسه في لحظة الاختيار.
في المقابل، يربط ابن رشد الكرم بالحرية والعقل، قائلاً: “الكرم من شيم النفوس العالية، لا يكون إلا مع الحرية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح