متابعات..|

أكّـد مجلة بريطانية أن الخطط الأمريكية والعربية لإعادة إعمار قطاع غزة تفتقر إلى الواقعية، وأن فرص نجاحها تكاد تكون معدومة، في ظل استمرار الانقسام السياسي وتعقيدات المشهد الميداني بعد الحرب الأخيرة.

وأوضحت في تقرير مطوّل أن مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار لم يغيّر من واقع الدمار الهائل في القطاع، حَيثُ يعيش أكثر من مليوني فلسطيني وسط أوضاع إنسانية قاسية، دون أي تقدم فعلي في مشاريع إعادة الإعمار.

وَأَضَـافَ التقرير أن الخطة العربية لإعمار غزة لم تبدأ بعد؛ بسَببِ اشتراط بعض الدول نزع سلاح حركة حماس قبل تنفيذها، بينما تبحث واشنطن وتل أبيب عن بدائل تشمل إعادة البناء في مناطق تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، وهي فكرة ترفضها معظم الدول العربية.

وتقدِّر الأمم المتحدة أن أكثر من 320 ألف منزل دمّـر أَو تضرر، فيما فقد 60 % من سكان غزة مساكنهم. كما دمّـرت معظم البنية التحتية والطرق والمنشآت الاقتصادية والزراعية، ما جعل أي خطة لإعادة الإعمار تواجه تحديات هائلة لوجستيًّا وماليًّا.

وذكرت إيكونوميست أن العقبة المالية تعد من أبرز التحديات، إذ تبلغ التكلفة التقديرية لإعادة الإعمار بين 53 و70 مليار دولار، في وقت يربط المانحون تقديم التمويل بضمان استقرار أمني دائم ونزع سلاح حماس، وهو شرط غير متوافر حَـاليًّا.

شدد التقرير على أن المقترحات الأمريكية لبناء “مدن نموذجية” في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي تشبه خطط فاشلة طُبقت في أفغانستان وفيتنام، مؤكّـدة أن هذه الأفكار لن تنجح في غزة؛ بسَببِ الرفض الشعبي والعربي الواسع لها.

وختمت المجلة بالقول إن أقصى ما يمكن تحقيقه في المدى القريب هو “إعادة تأهيل جزئي” لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وليس إعادة إعمار شاملة، ما لم تُحل القضايا السياسية والأمنية الجذرية في القطاع.

المصدر: