مجرم واحد وضحية واحدة

74 مشاهدة

في احتفال متأخر لإحياء ذكرى يوم استقلال أميركا، تحدث نتنياهو باستفاضة عن العمل الفظيع الذي جرى توثيقه خلال المذبحة التي ارتكبها البدو من المليشيات السنية المتطرفة ضد الدروز في جنوب سورية. وقال إن الإرهابيين انتزعوا قلب أحد الدروز وهو على قيد الحياة وأكلوه وأحرقوا الأطفال والكثير من الأفعال.

ولقد حاول المراسلون إيجاد فيلم كهذا موثق. ولكن هذا الادعاء كان عارياً من الصحة، لم يؤخذ كلامه بالاعتبار، على الرغم من تصميمه على وصف الأفعال الفظيعة بأدق التفاصيل، طبقاً لعنوان المقال في الجريدة نتنياهو لأميركا: رأيتهم بنفسي.. أحرقوا الأطفال في السويداء وانتزعوا قلب درزي وأكلوه. هذا بحسب جريدة هآرتس 15/8/2025.

ولماذا لا تكون هذا الرسالة موجهة إلينا أيضاً، طالما هناك من ه على استعداد لاستقبالها وترويجها، خاصة أنها رسالة تأخذ أهميتها من أنها صادرة من شاهد عيان ثقة، يدعم رأي إعلاميين سوريين مشبوهين، من الذين يبثون الأحقاد والهراء، لا يتورعون عن التحريض بدأب يومي، سمته الغالبة التهريج، مع تحديث حماقاتهم حسب آخر طبعات الديمقراطية والليبرالية والتقدمية وهلم جراً، والاستئناس بإرشادات المنظمات الإنسانية، والمواقع الإلكترونية للصحافة التي لا هم لها إلا تأويل أية حادثة على أنها تنال من الأقليات أو المكونات أو الكيانات، فهذا اختصاصهم.

يجب أن تتهم طرفاً واحداً فقط، وإلا اعتبرت مشاركاً بالجريمة

مهما يكن، ثمة أنموذج للمثقفين الجدد، ساحة نشاطهم وسائل التواصل، يمكن اعتبارهم مؤثرين، وهي الموضة الشائعة للسيطرة على الرأي العام، منهم من تكبّد عناء تشكيل محاكم تفتيش وغرف عمليات ثقافية، نستدل عليها من تسارعهم كتلة واحدة لدحض أي رأي، يحاول معرفة ما حدث، أو يطلع على تفاصيله، بينما يجب أن يسلم برواياتهم للأحداث من دون تساؤلات، فيجرى اتهامه بالتشجيع على الإبادة التي أصبحت وصفاً دارجاً، ولو كان حول شجار بين اثنين، أو كان هذا الشجار على صفحات الفيسبوك، وإن لم يكن شجاراً، وإنما محاولة لإبداء الرأي، فيتعرض صاحبه للاتهام والاستفزاز، ويجرى تصنيفه من الأعداء الملوثة أيديهم بدماء السوريين.

إذا كان ثمة حديث عن هذه الثقافة المبتكرة، الفظة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح