متغيرات عيش المصريين مع انقطاع الكهرباء

٧٠ مشاهدة
يتعامل المصريون مع انقطاع التيار الكهربائي وزيادة ساعات التقنين باعتبارها حالات متجددة في حياتهم استدعت حصول تغييرات أحدث قطع التيار الكهربائي يوميا في مصر وتزايد فتراته وفقا لخطة تخفيف الأحمال التي أعلنتها الحكومة المصرية تغييرات جذرية في عادات وتصرفات المواطنين للتعايش مع الأزمة التي أربكت حياتهم اليومية وكانت الحكومة قد أعلنت في يوليو تموز 2023 أن الكهرباء ستقطع لمدة ساعتين يوميا نتيجة نقص مواد توليد الطاقة من الغاز الطبيعي ما أثار حينها غضبا شعبيا كبيرا وأخيرا أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أنه تقرر تمديد فترة الانقطاع إلى ثلاث ساعات يوميا مع تزايد الاستهلاك بسبب ارتفاع درجات الحرارة وأوضح أنه سيجري خفض الانقطاع بحلول الأسبوع الثالث من يوليو تموز الجاري حين تنجز الخطة المعلنة الخاصة بتوفير إمدادات وقود كاملة لمحطات توليد الكهرباء ومع تفاقم مشكلات انقطاع التيار الكهربائي التي شملت نواحي الحياة كافة حاول العديد من المصريين إيجاد حلول بديلة تستجيب لظروف الطوارئ وتمنع الأضرار الناجمة عن أزمة عدم استقرار إمدادات الكهرباء وتضمن استمرار الحياة اليومية بشكل طبيعي بقدر الإمكان واللافت أن المشكلات لم تعد تقتصر على المنازل بل امتدت إلى الشركات والمحلات التجارية التي اضطرت إلى تعديل جداولها اليومية بشكل كبير سواء عبر تخفيض عدد العاملين في مقارها أو عدد ساعات العمل لمواكبة مواعيد قطع الكهرباء المتغيرة التي تصل إلى ثلاث ساعات يوميا أو أكثر في بعض الأحيان ودفع انقطاع الكهرباء المهندس مصطفى السيد 45 عاما الذي يعمل في شركة مقاولات إلى تغيير نظام حياته مع أفراد أسرته ويقول لـالعربي الجديد تماشيا مع جدول قطع الكهرباء غير المنتظم أصلا انقلب ليلنا نهارا ونهارنا ليلا مثلا اعتدنا أن نتناول وجباتنا الغذائية الثلاث في أوقات محددة للحفاظ على الصحة ومواعيد النوم وضبط جداولنا اليومية بين العمل وأشغال المنزل ومذاكرة الأبناء وغيره لكن كل شيء انقلب رأسا على عقب الآن فلا مواعيد محددة للأكل ولا للمذاكرة ولا للخروج أو لفعل أي شيء بسبب قطع التيار وتقول زوجته يسرا محمود لـالعربي الجديد غيرت أزمة قطع الكهرباء كل عاداتنا فالخروج من المنزل والعودة إليه أصبحا يخضعان لجدول تخفيف الأحمال أيضا فسكان العمارات يضطرون إلى العودة في أوقات محددة لتجنب توقف المصاعد في أثناء قطع التيار خصوصا أولئك الذين يسكنون في طوابق عالية والأطفال وكبار السن أيضا ألقت أزمة انقطاع الكهرباء بظلالها على المهندسة رشا السيد التي باتت تعاني من المأزق مثل غيرها من أصحاب الأعمال والمحلات التجارية وتقول لـالعربي الجديد اشتريت أجهزة تعمل بالشحن من بينها كشافات إضاءة ومراوح وأخرى تشغل الإنترنت لمواجهة الانقطاعات المفاجئة والمتكررة للكهرباء ما سبب أعباء مالية أخرى تتابع رشا التي تعمل مديرة في شركة للدعاية والإعلانات في الإسكندرية كانت مواعيد العمل في الشركة تستمر حتى الساعة الثامنة مساء لكننا نعمل الآن حتى الساعة الخامسة فقط بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي يعطل أعمالنا ويلحق بنا خسائر في ظل صعوبة تعديل مواعيد العملاء وتخبر أنها حاولت التكيف مع الأوضاع الجديدة للحفاظ على عملها وقررت شراء مولد كهرباء ومنظم للتيار لمواجهة مشكلة تخفيف الأحمال لكنها تراجعت بسبب صعوبات واجهتها أبرزها غلاء الأسعار والصوت المزعج للمولد الكهربائي تحديدا إلى جانب ضرورة توفير كميات من الوقود لتشغيله باستمرار بخاصة مع زيادة فترات الانقطاع في المنطقة التي تقطن فيها إلى أكثر من ثلاث ساعات علما أن هذه المدة تزيد في مناطق أخرى وتقول اضطررت إلى اتخاذ تدابير طبقتها شركات أخرى عبر تغيير مواعيد دوامات للموظفين وفي الوقت ذاته كان من غير المجدي مطالبتهم باستكمال الأعمال في منازلهم باعتبار أن انقطاع الكهرباء يطاردهم هناك أيضا وفي بعض الأحيان أضطر إلى اصطحابهم جميعا إلى أي مقهى أو كافتيريا لاستكمال الأعمال ثم بمجرد قطع التيار في المقهى ننتقل إلى مقهى آخر وهكذا بدوره اضطر محمد عبد العزيز وهو صاحب محل في وسط الإسكندرية إلى التعايش مع الأزمة عبر شراء مولد كهرباء للحفاظ على نشاطه التجاري في بيع الملابس الجاهزة بعدما تعرض لخسائر فادحة نتيجة استمرار مشكلة انقطاع الكهرباء لمدة طويلة ويقول لـالعربي الجديد ليست الكهرباء رفاهية ويؤثر انقطاعها في نواحي الحياة كافة واستمراره يلحق خسائر بأصحاب الأعمال الحرة والمحلات التجارية الصغيرة والتي تتزامن حاليا أيضا مع معاناة المواطنين من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وبرزت محاولات المصريين لتخفيف حدة أزمة انقطاع الكهرباء والحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف عن طلاب الثانوية العامة بعدما انتشرت صور لمعاناتهم وهم يدرسون تحت أضواء الشموع والكشافات وفتحت عدة كنائس ومساجد ومقاه أبوابها لهم للمذاكرة داخل قاعاتها في أوقات ومواعيد تخفيف الأحمال واتفق بعض الطلاب على تبادل أماكن المذاكرة في منزل كل منهم وفقا لخطة انقطاع الكهرباء بين المناطق للتخفيف من الآثار السلبية للظلام الذي يخيم على حياتهم اليومية وهربا من انقطاع الكهرباء ويحرص علي السعدني الطالب في جامعة الإسكندرية على ارتياد مقاه أو مراكز تجارية مولات في مناطق لا تنقطع فيها الكهرباء أو تحتوي على مولدات ويقول لـالعربي الجديد لا أطيق الشعور بالحرارة أو الاستغناء عن الإنترنت طوال فترة قطع الكهرباء وهذا ما يدفعني إلى البحث عن طرق أو حيل لاستخدام الإنترنت حتى مع انقطاع الكهرباء وذلك باستخدام طريقة تشغيل راوتر من دون كهرباء إذ يمكن استخدام أجهزة باور بنك لإمداد الراوتر بالطاقة اللازمة لتشغيلها من دون الحاجة إلى كهرباء ويؤكد المهندس أحمد غانم عضو الغرفة التجارية في الإسكندرية في حديثه لـالعربي الجديد انتعاش سوق بيع المولدات والشواحن الكهربائية بسبب إقبال غالبية الأسر من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية على شرائها بالتزامن مع استمرار قرار الحكومة تخفيف أحمال الكهرباء ويلفت إلى تقديم عروض وخيارات للشراء على مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة في التسويق والتجارة بما يتوافق مع المتطلبات والإمكانات المادية المختلفة لكل الفئات ويشير إلى أن بعض المواطنين يستخدمون مصادر للطاقة البديلة مثل المولدات والمراوح المحمولة كذلك زاد الطلب على اللمبات والكشافات والشواحن المحمولة لتلبية الاحتياجات المنزلية واستخدام خدمات الإنترنت خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة ويذكر أنه مع انقطاع الكهرباء وخصوصا في أوقات الليل يتجه بعض المواطنين إلى شراء كشافات كهربائية تعمل بشكل متواصل لساعات ومراوح تعمل بالشحن عند انقطاع الكهرباء ويمكن إعادة شحنها كذلك تعد المولدات الكهربائية ذات الطاقة الكبيرة اختيارا مهما لأصحاب المنشآت التجارية ويقول الدكتور سيد رشاد أستاذ الاجتماع في جامعة الإسكندرية لـالعربي الجديد لطالما اتسم المصريون بروحهم المرنة وقدرتهم على التكيف مع الظروف الصعبة والتغلب على التحديات وهذا ما نراه اليوم خلال تعاملهم مع أزمة انقطاع التيار الكهربائي فهم يلجأون بشكل طبيعي للإفادة من قاعدة أن الحاجة أم الاختراع ويبدعون في استخدام بدائل وحلول مختلفة تسمح لهم بمواصلة حياتهم في شكل طبيعي هذا ما نراه اليوم من خلال استخدامهم المولدات والشواحن وغيرها من الابتكارات التي توفر الحد الأدنى من الخدمات الضرورية ومن خلال إحداث ثورة في عاداتهم وأنماط عيشهم لمواكبة الظروف غير الطبيعية من قطع التيار المتكرر وغير المنتظم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح