ماكرون إلى كاليدونيا الجديدة في محاولة لتهدئة التوترات
٣٤ مشاهدة
توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء إلى كاليدونيا الجديدة مع مرور أكثر من أسبوع على بدء أعمال عنف لم يشهدها الأرخبيل الفرنسي الواقع في جنوب المحيط الهادئ منذ أربعين عاما وأعلن عن الزيارة الثلاثاء فقط خلال اجتماع مجلس الوزراء الفرنسي في وقت تكثر الدعوات إلى تأجيل تعديل دستوري لمن يحق له الاقتراع في الانتخابات أثار أعمال شغب استمرت أسبوعا في هذا الأرخبيل الذي استعمرته فرنسا في القرن التاسع عشر وتهدف زيارة ماكرون إلى تشكيل بعثة على ما أوضحت الناطقة باسم الحكومة بريسكا تيفنو من دون أن تحدد تشكيلتها أو أهدافها وفي منطقة العاصمة نوميا كانت ليلة الثلاثاء الأربعاء أكثر هدوءا من الليلة السابقة رغم اندلاع حريقين على ما جاء في بيان للمفوضية السامية للجمهورية وأعلن المفوض السامي الفرنسي في الأرخبيل لوي لوفران إرسال قوات إضافية للجم أعمال العنف التي تهز المنطقة احتجاجا على مشروع تعديل دستوري يعارضه المنادون بالاستقلال وأعلنت أجهزته عبر منصة إكس توقيف 22 شخصا الثلاثاء ونشر تعزيزات دائمة في ثلاثة أحياء في منطقة نوميا وفي حي راق في نوميا لم تطله أعمال الشغب يتناوب جان البالغ 57 عاما مع جيرانه لحراسة حاجز يهدف إلى منع عمليات توغل محتملة ورأى أن مجيء الرئيس الفرنسي نبأ سار الوضع معطل تماما نأمل بأن يسمح ذلك بتهدئة الخواطر وبإيجاد مخرج من الأزمة الوضع هش في كاليدونيا الجديدة وبعد تسعة أيام على بدء أخطر أعمال العنف التي يشهدها الأرخبيل منذ قرابة الأربعين عاما يبقى الوضع هشا ولا تزال أحياء كاملة تشهد أعمال شغب ولا يمكن الوصول إليها بسهولة وصباح الأربعاء كانت حرائق ما زالت مندلعة في بعض أحياء منطقة نوميا البالغ عدد سكانها 170 ألفا من بينها منطقة دوكوس الصناعية ولحقت أضرار بحوالي 400 شركة ومتجر في منطقة نوميا والمدن المجاورة لها منذ بدء أعمال الشغب وعند الحواجز المنصوبة تبقى التعبئة قوية رغم الانتشار الكثيف للقوى الأمنية من جهتها دعت الشخصيات الرئيسية غير المنادية بالاستقلال في الأرخبيل في مؤتمر صحافي عقدته في نوميا الثلاثاء إلى مواصلة النظر في التعديل الدستوري الذي يثير جدلا ويفترض أن يقر قبل نهاية يونيو حزيران وأكد النائب عن كاليدونيا الجديدة نيكولا متزيدورف أن سحب مشروع التعديل سيكون خطأ فادحا وسيدعم موقف المخربين ومثيري الشغب إلا أن الدعوات كثرت من كل الأطياف السياسية وحتى من رئيسة بلدية نوميا غير المنادية بالاستقلال للمطالبة بتأجيل هذا التعديل الذي من شأنه تهميش أصوات السكان الأصليين الكاناك على ما يؤكد المنادون بالاستقلال وتشكل كاليدونيا الجديدة منطقة استراتيجية لفرنسا في جنوب المحيط الهادئ لأنها تسعى إلى تعزيز نفوذها في منطقة آسيا المحيط الهادئ وبسبب غناها بالموارد الطبيعية لا سيما النيكل وهو مادة أساسية في صنع الآليات العسكرية وتولي فرنسا كاليدونيا الجديدة اهتماما كبيرا من النواحي العسكرية والجيوسياسية وكذلك الاقتصادية فإقليم يمتلك مخزونا كبيرا من معدن النيكل يقدر بنحو 25 في المائة من الاحتياطي العالمي من المعدن وعلى الرغم من ذلك كانت كاليدونيا الجديدة تعيش استقرارا سياسيا ضعيفا حيث تعاقبت على حكم الأرخبيل 17 حكومة منذ عام 1999 وسط حالة سخط عام تجاه تقاعس السياسيين المسؤولين عن إيجاد حلول للمشكلات السياسية والاقتصادية وجرى التعويل على الاستفتاء الأخير في نهاية 2021 الذي قاطعته جبهتا الكاناك والتحرير الوطني الاشتراكي لكنه لم ينجح في إيجاد حلول جذرية لأزمة كاليدونيا الجديدة ومشكلات الإقليم وعلى المستوى السياسي لا تزال الساحة منقسمة بين القوى المؤيدة والمعارضة للاستقلال وانتخب رئيس كاليدونيا الحالي لويس مابو في عام 2021 وهو أول زعيم من السكان الأصليين ولكنه مؤيد للاستقلال عن فرنسا وما عقد أزمة كاليدونيا الجديدة أكثر تأجيل انتخابات المجالس والبرلمان التي كان من المقرر إجراؤها في مايو الحالي حتى نهاية العام فرانس بس العربي الجديد