هل هي مؤامرة صهيو أمريكو عربية
|دكتور محيي الدين عميمور
العودة الجماعية الرائعة لأبناء غزة نحو الشمال هي العنصر الوحيد على الساحة العربية القادر على التخفيف من مثيرات القرف ومسببات الاشمئزاز التي يعيشها كل مواطن عربي شريف، من المحيط إلى المحيط، وأصبحت تتجاوز كل مقدرة على التحمل.
ولقد تابعت الحجم الكبير من الهجومات الإشمئزازية التي وجهت للملك الأردني على ضوء لقائه مع الرئيس الأمريكي، ولست هنا لأدافع عن الملك عبد الله، الذي لم أفهم سرّ اصطحابه لولي عهده عند “استدعائه” للقاء الرئيس الأمريكي، ولمجرد أن عنصر الأمن الأساسي، خصوصا في الظروف الاستثنائية، تفرض على ألا يسافر الحاكم وولي عهده أو خليفته الدستوري في طائرة واحدة، أو يكونا معا في مكان واحد، اللهم إلا إذا كانت هناك ضمانات ممن يملك توفير الحماية الضرورية.
أنا أريد، من منطلق الأمانة الفكرية، أن أقول بأن القيادات العربية في مجموعها مسؤولة عن اللقاء الهزيل الذي احتضنه البيت الأبيض يوم 11 فبراير، والذي استعمل فيه الرئيس الأمريكي أسلوبا منحطا في إحراج العاهل الأردني، بفرض لقاء صحفي لم يكن مبرمجا على الإطلاق، كما ردد أولو العلم..
وفي تصوري فإن القيادات العربية كان عليها أن تعقد قمتها قبل سفر الملك إلى واشنطن، لا أن تؤجلها إلى يوم 27 فبراير، وكأن المطلوب هو أن تكون القمة مباركة لأمرٍ واقعٍ يتم فرضه على الوطن العربي، وهنا تبدو رائحة توجّه لا يُشرف القيادات العربية في مجموعها.
ولو تم عقد القمة قبل يوم اللقاء لكان الملك قادرا على أن يواجه ترامب مستندا إلى دعم عربي كانت القمة قد وفرته له، وهو دعم من أبسط ملامحه التلويح تجميد كل عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني، لتكون قمته التهديد بإلغاء اتفاقيات كامب دافيد ووادي عربة وأوسلو، وإلقاء حكاية الديانة الإبراهيمية، وهي الورقة التي يتفاخر بها تاجر الجملة الأمريكي، في سلة مهملات التاريخ.
ولم يكن سرّا أن الرئيس الأمريكي يتصرف على قاعدة “يخاف ما يختشيش”، بالتعبير المشرقي المعروف، وللتذكير، فإن لقاءه، مكانا وزمانا وأسلوبا، مع قائد كوريا الشمالية، بل وما ردده عن
ارسال الخبر الى: