مأرب البدء والختام قائد العجي

55 مشاهدة
مأرب بين الأمس واليوم في السلم والحرب في زمن الدولة واللا دولة تظل نموذجا يضرب به المثل في الماضي والحاضر ما كان لمدينة أصيلة تاريخية الطابع قبلية وبدوية برموزها ومشايخها وأكابر قومها أن تصور لعقود من الزمن كمحافظة اشتهرت بالتقطع والتخريب والخارجين عن النظام هكذا أرادوا لمأرب أن تشوه صورتها أبناء مأرب كغيرهم من أبناء اليمن لهم سلبيات وإيجابيات غير أن معظمهم كانت لهم صولات وجولات في ميادين النضال وساحات البطولة في عام 2014 حين اجتاحت مليشيا الحوثي الإرهابية العاصمة صنعاء وتهاوت قلاع الجمهورية وسقطت المحافظات واحدة تلو الأخرى حصنت مأرب قلاعها ورفعت سقف وطنيتها ولملمت شتاتها فحضرت الدولة والقبيلة وتلاقت المواقف واتحدت الرؤى وتلاشت الخصومات فلا ثأرات ولا نزاعات نطقت فوهات البنادق والمدافع تحت مظلة الجمهورية والدولة صفا واحدا هدفهم الأسمى الدفاع عن الأرض والعرض والجمهورية معلنين أن العدو واحد التمرد الحوثي حينها قالت مأرب القبيلة والحزب كلمتها لن يدخلوها ما دمنا فيها لن يدخلوها وأرواحنا في أجسادنا لن يدخلوها وفي عروقنا قطرة دم واحدة هكذا تكون الكرامة أغلى من الروح والحرية أثمن من الدماء تحدثت مأرب حين خيم الحزن على العاصمة وكان الصمت سيد الموقف فكان موقفها البطولي جرعة أمل لليمنيين جميعا بعد صدمة الهزيمة والانكسار باكرا قررت مأرب إنشاء مطارح نخلاء والسحيل وغيرها في عموم المحافظة وكان اللواء سلطان العرادة رجل الدولة الأول والمحارب والمقاوم في مقدمة الصفوف أمسك بيده اليمنى بندق المقاومة والدفاع عن مأرب واليمن الجمهوري وبيده الأخرى أدار المحافظة ومؤسساتها الشيخ اللواء سلطان العرادة رجل الدولة والحرب معا كان حاضرا مع قومه في أحلك الظروف قدم التضحيات كما قدمها قومه الذين يفخر بهم فهو يعرفهم ويعرفونه سلطان السياسي المحنك كانت تصريحاته أشد وقعا على المتمردين من الصواريخ والقذائف حين قال مخاطبا زعيمهم بعيدة عليكم مأرب ولن تطأها أقدامكم لو خرج زعيمكم من قبره فمن دخلها منكم كان أسيرا أو مقبوضا عليه إنه خطاب القائد الواثق الذي يعرف رجاله فصدق القول والفعل نعم القائد سلطان ونعم القوم قومه في عام 2015 وصلت المدينة في شهر رمضان المبارك في ذروة الصيف وكانت الحرب على أطرافها والحرارة في أوجها نزلت في فندق ميلانوا وخرجت مع أحد الزملاء إلى بقالة قريبة اشترى عددا من علب الماء فاستغربت حيث كان الوقت بعيدا عن الإفطار فضحك وقال بعد ساعة لن تجد ماء باردا في المدينة وكذاك في وجبتي الإفطار أو السحور كانت مأرب آنذاك مدينة صغيرة شارع واحد فندق مطعم كافتيريا وسوق متواضع لقد شوهت مأرب لعقود تحت سمع وبصر الدولة بأيد خفية تعمل في مؤسساتها ظاهرها جمهوري وباطنها مؤامرات لتقطيع أوصال الوطن كانت تلك الأجندات تدرك طبيعة مأرب وقبائلها وعصيانها على الكسر فتعمدت إهمالها وتشويهها وزرعت بؤر الفتنة والتخريب بين القبائل حتى صورت مأرب كبيئة طاردة لرأس المال والاستثمار لكن حين سقطت معظم المحافظات بيد المتمردين وقفت مأرب سدا منيعا تحطمت عليه أوهام الطغاة وأذناب الفرس عندها أدركنا أن السلالة واللوبي داخل الدولة كانوا يخشون هذه اللحظة لحظة مأرب القردعي صاحب الطلقة الأولى في رأس الإمامة ومأرب العرادة والشدادي رموز البطولة في وجه التمرد الحوثي أسقطت مأرب رهان السلاليين وبدأ العرادة من اللاشيء بناء الدولة من جديد جيش وأمن ومؤسسات وفصل جديد من البناء والتنمية والإعمار نهضت مأرب من بين أصوات الباليستي وغبار الكاتيوشا وشبكات المتفجرات وخلايا التجسس باتت مأرب مهبط الأحرار ومأوى كل حيران وقبلة الجمهوريين والمتنفس الذي تشتم فيه رائحة الحرية هي الأرض التي لا تقبل في باطنها إلا كل حر وصاحب كرامة مأرب صغيرة المساحة عظيمة النضال طيبة المعدن عريقة التاريخ إنها أرض الملوك والجنتين هاجر إليها اليمنيون الأحرار لأنها تشبههم ويشبهونها في الصلابة والبطولة المحافظة التي لا تنام تحولت إلى ورشة بناء لا تهدأ فشيدت البنايات والأحياء في وقت قياسي كان شارع صنعاء الضيق شريانها الوحيد واليوم صارت شوارعها واسعة مضاءة مزدانة بالأرصفة جميلة كأهلها الذين صنعوا هذا الجمال كانت الدولة تعبد شارعا والمقاومة تحرر جبلا فصارت مأرب تضيء اليمن وتشع فيه الأمل بالحرية وعودة الدولة رغم استهداف الحوثيين لمحطة الكهرباء والغاز وخطوط النقل كانت فرق الطوارئ تعمل بلا كلل لتوسيع الشبكة وإنارة المدينة من يزور مأرب اليوم لا يصدق أنها واجهت كل تلك الجحافل وأنها صمدت بوجه الإرهاب والخيانة لتبقى منارة للنور والعزة مأرب التي كان أبطالها ينتظرون دورهم في الحصول على الماء البارد والمسكن ترونها اليوم بأعينكم مدينة فاتنة بخدماتها وأسواقها مأرب كالعنقاء خرجت من بين رماد المؤامرات وعقود التشويه والحرمان وأخيرا قد ترى عين القارئ أجمل مما رأيت وقد يكتب كاتب بإبداع يفوق قلمي وقد يسرد راو القصة كأنها خيال لكنها مأرب الحقيقة مأرب البدء والختام

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح