ليبيا تطالب بحلول جذرية لظاهرة الهجرة عبر المتوسط

٤٧ مشاهدة
نظمت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الأسبوع الماضي منتدى الهجرة عبر المتوسط بمشاركة 16 دولة أوروبية وأفريقية هي ليبيا وتونس والنيجر وتشاد والسودان والسنغال وإيطاليا ومالطا وفرنسا والنمسا واليونان وصربيا وتشيكيا وهولندا وإسبانيا وألمانيا و12 منظمة دولية وأفريقية معنية بملف الهجرة من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وحدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة هدف المنتدى بدراسة مقاربة اقتصادية توفر حلولا مناسبة لمعالجة ظاهرة الهجرة السرية من خلال استثمار أموال تنفق في إدارة الأزمة لتمويل مشاريع تنموية في الدول الأفريقية المصدرة للمهاجرين وتوفير فرص عمل فيها تمهيدا لتخفيف المعاناة المعيشية والخدماتية التي تدفع الأفارقة إلى ترك بلدانهم لكن المشاركين في المنتدى لم يصدروا أي قرار واكتفوا بتأكيد ضرورة توفير حل جماعي لأزمة الهجرة وفي كلمته خلال الاجتماع الوزاري تحدث وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي عن واقع المهاجرين وعرض لتداعيات أزمة الهجرة على ليبيا وقال إن أكثر من مليونين ونصف مليون مهاجر موجودون في ليبيا ويرجح أن يرتفع هذا الرقم إلى ثلاثة ملايين قريبا في ظل توافد نحو 120 ألف مهاجر سنويا من جنوب الصحراء إلى ليبيا واشتكى من أن استمرار هذا التدفق غير المسبوق زاد الجرائم بكل أنواعها واعتبر أن ليبيا تحاول وحدها معالجة أزمة المهاجرين في حين لا تتعاون الدول المعنية بملف المهاجرين بشكل حقيقي معها مشيرا إلى أن ليبيا أنفقت أكثر من 330 مليون دولار على رعاية المهاجرين في مراكز الإيواء العام الماضي ولم تتلق أكثر من 30 مليون دولار مساعدات من الاتحاد الأوروبي وأن ليبيا لن تتعامل مع أي منظمة لا تتعاون معها بجدية في ملف الهجرة وفي شأن برامج حكومة الوحدة الوطنية نفى الطرابلسي تلقي أي طلب رسمي لتوطين مهاجرين في ليبيا وأعلن ترحيل 10 آلاف مهاجر إلى بلدانهم مؤكدا استمرار بلاده في تنفيذ سياسة العودة الطوعية للمهاجرين إلى بلدانهم كونها بلد عبور وليست مصدرة للمهاجرين في حين لا بد أن تزيد الدول الأوروبية حجم مشاركتها في الحد من ظاهرة الهجرة السرية ويلفت الباحث الأكاديمي المهتم بقضية المهاجرين حامد بن حريز في حديثه لـالعربي الجديد إلى أن الأرقام التي أعلنها الطرابلسي تؤكد رفض حكومة الوحدة الوطنية فرض توطين المهاجرين وتحويله إلى واقع يجب قبوله والحديث عن تفشي الجريمة بسبب المهاجرين الذين يعيشون في ليبيا يشمل المهاجرين المتوطنين وليس من قدموا لمجرد المرور إلى الشمال يتابع انتقد الطرابلسي منع الأوروبيين وصول المهاجرين إلى بلدانهم وتعمدهم إرجاعهم إلى ليبيا وأيضا محاولة استغلالهم الظروف السائدة في ليبيا لإعادة المهاجرين إليها باعتباره واقعا مفروضا وهذا ما أشار إليه الدبيبة أيضا بقوله إن ليبيا أصبحت في وضع يتأرجح بين رغبة الأفارقة في الهجرة وبين منع الأوروبيين مرورهم لكن ضعف القدرات الليبية على استيعاب المهاجرين قد يسبب عدم السيطرة عليهم ما يهدد أوروبا فعليا من جهته يؤكد الناشط في مجال إغاثة المهاجرين أنور الزوي أهمية انعقاد منتدى الهجرة عبر المتوسط في طرابلس لكنه يتخوف من مضمون الرسائل السياسية التي وجهتها ليبيا في المنتدى ويبدي في حديثه لـالعربي الجديد اعتقاده بأن قضية المهاجرين سياسية وتستخدمها أطراف دولية ورقة ضغط بعضها ضد بعض ويقول ربما شعرت ليبيا بأنها ضحية لخلفيات وكواليس فمن جهة تدفع أطراف المهاجرين إليها من أجل المرور إلى أوروبا التي تمنعهم من الوصول إليها وبمرور الوقت يتكدس المهاجرون في ليبيا التي تتضرر وحدها ويذكر الزوي أن تنظيم المنتدى تزامن مع إصدار القضاء الليبي أوامر بالقبض على مسؤولين في شركة غدامس للطيران على علاقة بمعسكر اللواء المتقاعد خليفة حفتر بتهم التورط بنقل مهاجرين على متن طائراتها إلى الولايات المتحدة عبر دولة في القارة الأميركية ويشير إلى أن خطوة القضاء الليبي جاءت بعد إعلان واشنطن قلقها من هذا الأمر تابع ربما هدف المنتدى إلى توجيه رسالة تفيد بأن حكومة طرابلس لا تسيطر على الحدود الجنوبية والصحراء الليبية التي يعبرها المهاجرون بل حفتر وقواته المتحالفة مع روسيا الخصم التقليدي للأميركيين ويحذر من مخاطر تسييس أزمة المهاجرين في شكل يخالف الموقف الإنساني تجاهها

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح