إسرائيل ليست أولوية الصوت اليهودي في أميركا

٣٠ مشاهدة
لا شيء بالنسبة لنا يبدو أكثر من إسرائيل وأمن إسرائيل في كل مرة نراقب فيها السباق الرئاسي في الولايات المتحدة ومرد ذلك بالطبع قوة ونفوذ اللوبي الصهيوني وداعمي إسرائيل من اليهود وغيرهم في واشنطن ومؤسساتها وهو ما ينسحب على المؤسسات الدولية الكبرى ومواقفها من الصراع والمؤكد أن يهود أميركا كانوا دائما قوة التأثير الأكثر أهمية لحماية مصالح إسرائيل ولتأمين مواقف الإدارة الأميركية الداعمة لها ديمقراطية كانت أم جمهورية ولكن يمكن ملاحظة تحولات مهمة تحدث في هذا الصراع فقضية الحرب على غزة والموقف منها زادا من قوة تأثير الصراع في توجهات الناخبين الأميركيين بشكل عام خاصة مع مرور سنة فشلت فيها إدارة بايدن في فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل أو ربما وجب القول رفضت إسرائيل فيها تدخلات المجتمع الدولي كلها لوقف إطلاق النار ولكن الأهم في هذا ربما التحولات في مواقف يهود أميركا وهي التحولات التي سيكون لها أثر أبعد من السباق في السادس من نوفمبر تشرين الثاني 2024 وستنعكس بشكل قوي في توجهات الإدارة الجديدة بخصوص الصراع حتى لو فاز دونالد ترامب وهذا وارد ولا يمكن حذفه من أي حسابات النقاش هنا أن ثمة تحولات مهمة في مواقف يهود أميركا لا تقع بالطبع ضد مصلحة إسرائيل بشكل كامل لكنها لا تضع إسرائيل أولوية بالنسبة لهؤلاء الذين شكلوا دائما السياج الحامي لمصالحها في أروقة واشنطن ومؤسساتها الوطنية والدولية حتى وبقدر ما هو مفاجئ إلا أنه نتيجة تراكم أبعد ربما من لحظة غزة التي نعيشها الملفت في هذا أن استطلاعا للرأي أجراه في بداية شهر سبتمبر أيلول الجاري المجلس الديمقراطي الأميركي سجل أن إسرائيل لم تعد تشكل أولوية لليهود في أميركا فهي لم تعد تحتل رأس قائمة الأولويات بل إنها بالنسبة للأغلبية ليست ضمن هذه الأولويات وملفت بالنسبة للمراقبين والنشطاء اليهود في الولايات المتحدة أن هذا التراجع في مكانة إسرائيل بالنسبة لأقوى وجود يهودي خارج إسرائيل وأكثره تأثيرا في مصيرها وعلاقتها مع القوة الأكبر في العالم يحدث في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل حربا بالنسبة للبعض مصيرية في غزة وتواجه تهديدات جدية من إيران ولبنان وخاصة بعدما شكله السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 من تهديد قد يقول بعضهم إنه وجودي لفكرة استمرارها ليس في احتلال الأراضي الفلسطينية الذي يعارضه بعض يهود أميركا بل لفكرة وجود الدولة ذاتها وفيما أشارت استطلاعات سابقة للرأي إلى وجود إسرائيل في بعض الحالات في المرتبة الثانية بعد خيارات أخرى مثل الديمقراطية إلا أن هذا لم يكن الحال حين تكون إسرائيل في حالة حرب وهذا السبب الرئيس الذي يجعل من هذا الاستطلاع مهما بالنسبة للقائمين عليه ويدق ناقوس الخطر فبالنسبة للمواطن الأميركي اليهودي فإن بعض القضايا المتعلقة بحياته في البلاد أيضا تهمه كما تهمه إسرائيل ولكن أن تتراجع أو تختفي إسرائيل من قائمة الأولويات بشكل كامل بالنسبة لبعضهم فهذا مصدر قلق حقيقي من وجهة نظر داعمي إسرائيل واللوبي الصهيوني في واشنطن والأهم أنه يعكس تحولات معقولة في وجهة نظر يهود أميركا تجاه إسرائيل تظهر استطلاعات الرأي أن إسرائيل تخسر في حربها على غزة كثيرا من دعم معنوي ومادي يوفره لها يهود أميركا في الاستطلاع المذكور اعتبر 9 من اليهود المستطلعين فقط إسرائيل واحدة من أهم قضيتين في سلم أهتماماتهم وبتقسيم العينة 9 هذه نرى أن الكم الأكبر منهم من اليهود المتدينين إذ اعتبر 31 منهم إسرائيل واحدة من قضيتين أساسيتين بالنسبة له ولكن اليهود المتدينين لا يتجاوزون 10 من تعداد يهود أميركا فيما 8 فقط ممن يعتبرون أنفسهم غير متدينين و16 من اليهود المحافظين و3 من غير المصنفين فقط اعتبروها ضمن أولوياتهم ولكن هذا يعني أن 91 لم يختاروا إسرائيل ضمن أهم قضيتين في سلم أولوياتهم واهتماماتهم وهذا في حد ذاته مؤشر آخر إلى تحولات الرأي العام ليهود أميركا بالنسبة لهؤلاء ثمة قضايا أكثر أهمية تتصدر قائمة الأولويات وتتمثل في قضية الديمقراطية وهي القضية التي تستحوذ عادة على واحد من أهم خيارين أو قضيتين بالنسبة للمواطن الأميركي عامة إلى جانب الاقتصاد بالنسبة ليهود أميركا فإن 44 رأوا في الديمقراطية خيارهم وقضيتهم الأولى فيما رأى 22 منهم قضية الإجهاض في المرتبة الثانية ويمكن بالطبع تفهم كيف تكون الديمقراطية الخيار الأهم بالنسبة لأي أقلية أو طائفة لأنها بذلك تحمي نفسها وتحمي وجودها وحريتها وهذا طبيعي ودائما كانت الديمقراطية من القضايا التي اعتبرها يهود أميركا في سلم أولوياتهم فهي المدخل الذي يمكنهم من مواصلة التأثير لحماية مصالح إسرائيل ودعمها والأمر كان شبيها أيضا في استطلاع جرى عام 2022 ولافت أن إسرائيل ليست في قائمة الأولويات الأساسية فهي لا تأتي بعد الديمقراطية والإجهاض في الاستطلاع بل بعد الاقتصاد والتغير المناخي والأمن القومي ومعاداة السامية والهجرة والرعاية الصحية وهذا مربط الفرس هنا والمؤكد أن علينا أن نميز بين تفضيل إسرائيل وبين التعاطف معها أو الاهتمام بها فأغلبية يهود أميركا يشعرون مع ذلك بأنهم مرتبطون بإسرائيل بطريقة أو بأخرى وهذا التميز يفيدنا في فهم توجهات التصويت اليهودي في أميركا وعلاقة اليهود بالمرشحين المتنافسين على دخول البيت الأبيض وهو فهم يفيد أكثر في معرفة مستقبل ونتائج الانتخابات وربما مستقبل الحرب النتيجة الأكثر إثارة عند قراءة هذا الاستطلاع أن إسرائيل لم تعد الأولوية التي تحدد توجهات الناخب اليهودي في الولايات المتحدة وبالتالي فإن مقدار الدعم الذي يمكن أن يقدمه المرشح أو الرئيس القادم لإسرائيل لن تكون له علاقة بقوة الصوت اليهودي قد يكون هذا مفيدا في توقع تحولات مهمة قد تقوم بها المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الموقف الأميركي من الحرب على غزة وهو ما لن يفاجئ أحدا أيضا هاريس لن تكون فلسطينية ولن تعادي إسرائيل فهي تصف نفسها مؤيدة لإسرائيل ناهيك عن أن زوجها يهودي هذا أمر آخر ولكن المقترح هنا أن إسرائيل لن تكون المعيار الذي يحدد توجهات الناخب اليهودي في أميركا وهذا مصدر قلق بالنسبة لقادة اللوبي الصهيوني في واشنطن كما لدوائر كثيرة في إسرائيل مرة أخرى في بعض الاستطلاعات السابقة لم تحتل إسرائيل رأس قائمة أولويات اليهود في أميركا لكنها لم تختف بالنسبة للأغلبية من هذه القائمة كما أنها لم تكن في حالة حرب تعرض مصيرها وفق هذه الدوائر للخطر لا تأتي إسرائيل بعد الديمقراطية والإجهاض في استطلاع بل بعد الاقتصاد والتغير المناخي والأمن القومي ومعاداة السامية والهجرة والرعاية الصحية هل ثمة تحولات في مواقف يهود أميركا يمكن القول بنعم كبيرة بعد الحرب خاصة مع تعنت نتنياهو في التقدم باتجاه إنجاز أي صفقة تظهر صورة إسرائيل الإيجابية من وجهة نظر هؤلاء إسرائيل التي تحترم حلفاءها والتي تلتزم ببعض المعايير التي يرون أنها غابت في هذه الحرب خصوصا مع الصور واللقطات المؤلمة التي تصدر من غزة عن الأجساد المقطعة والمحترقة والبيوت المهدمة وهذا كله بتسليح وبتمويل دافعي الضرائب في الولايات المتحدة وبالتالي فإن إسرائيل تخسر كثيرا في هذه الحرب من رصيد الدعمين المعنوي والأخلاقي قبل المادي اللذين يوفرهما لها يهود أميركا ونجحوا في تأمينهما لها عقودا هذا هو مصدر القلق الحقيقي الذي يدفع باتجاه هذا التحول وربما في نقاش أوسع يمكن التوقف أمام حقيقة أخرى أن إسرائيل لم يعد يراها اليهود في الغرب عامة دولتهم التي يلجأون إليها عند الخطر فالحياة فيها صعبة مع هذه الحرب ومع استمرار الحروب والتهديدات من بعض دول الإقليم ويجعل منها مكانا لا يصلح للعيش فيه وبالتالي الأفضل لهم أن يعيدوا ترتيب أولوياتهم بما يتوافق مع أمنهم واحتياجاتهم لذلك يفضلون الديمقراطية والاقتصاد وهمهم بعض القضايا الأخلاقية والمجتمعية مثل الإجهاض والتغير المناخي في الاستطلاع المشار إليه أعرب 87 منهم عن دعمهم وقف إطلاق النار و63 قالوا إنهم لا يفضلون بنيامين نتنياهو ولموقف يهود أميركا علاقة متشابكة مع موقفه نتنياهو من ترامب وهاريس وكذلك تعنته في موضوع الصفقة ولكن هذا نقاش آخر المفيد فيه أن إسرائيل وخياراتها لم تعد تحدد خيارات اليهودي في أميركا وهذا كله سيترك أثره بالتأكيد في خيارات هاريس في ما يتعلق بالحرب مثلا لو نجحت في هزيمة ترامب من يعرف

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح