لحظة جاز على مفترق أوروبي ارتجالات النرد

26 مشاهدة

منحتنا ثلاثة أيام من مهرجان الجاز الأوروبي، المختتمة الجمعة الماضي على كورنيش كتارا في الدوحة، فرصة الإصغاء إلى موسيقيين من الجيلين الثاني والثالث، ورثوا هذا الجاز بملامحه الأوروبية المتبلورة مطلع الستينيات، مبتعدة عن المنبع الأميركي.
نستعمل كلمة الإصغاء لأنها مفتاح جاز بدأ يستقل بشخصيته خارج القبضة الإيقاعية الأميركية المكثفة، وبوصف الإصغاء بنية جمالية ووجودية تنتج موسيقى متخففة من الازدحام، متسعة للفراغات، ومُعليةً من شأن الصمت.
قبل ستة عقود، وُلد هذا الجاز في سياق مغاير. لا توجد في أوروبا آليات رقابة اجتماعية تحاكم الجسد الأسود، كما هي الحال في الولايات المتحدة. هناك، علناً، قوانين تمييز من فرط فظاظتها أن سماها مناهضو التمييز قوانين جيم كرو. وهذا لم يكن وزير داخلية عنصرياً، بل شخصية ممثل مسرحي أبيض كان يطلي وجهه بالأسود، ويسخر من السود، قبل 130 سنة على حادثة طرد روزا بارك من الحافلة، لأنها سوداء لم تترك مقعدها لرجل أبيض.

نحن نصغي اليوم إلى الروزنامة، إلى لحظة جاز إن جاز التعبير. عندما التقت عام 1969 روحان في كوبنهاغن العتيقة: الفلسطيني اللاجئ والأميركي الأسود. التقيا في مسافة كيلومترين بين المسجد ودار مونمارتر Jazzhus Montmartre، إحدى مرجعيات الجاز الأوروبي.
قبل مهرجان الجاز الأوروبي ببضعة أشهر، حلّت مئوية ميلاد موسيقي الجاز صاحب شهاب المولود في يونيو/حزيران 1925، الذي لم يعمر أكثر من 64 عاماً حتى 1989، بسبب سرطان الكبد.
في عقدي الستينيات والسبعينيات، كان شهاب طاقة كبيرة في تأسيس الجاز الأوروبي، حاملاً مع رفاقه لغة البيبوب، ثم غدا أحد أعلام الهارد بوب عبر الساكسفون، لا سيما الباريتون، سواء من خلال عمله مع فرقة كلارك-بولاند بيغ باند، أو تسجيلاته الأوروبية المنفردة. كما يسجل تاريخ هذا اللون الموسيقي إسهامه في ترسيخ حضور الفلوت داخل الجاز الحديث.
قبل مئوية شهاب، رحل علي القزق في مايو/أيار الماضي عن عمر 78 عاماً، وهو اسم لا يُبارى في النضال من أجل قضيته داخل القارة الأسترالية وجنوب المحيط الهادئ، حين كان ممثل منظمة التحرير في تلك الأرض النائية التي تبدو كوكباً

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح