لبنى الأمين في جوار البحر ورحلات اللؤلؤ والانتظار

27 مشاهدة

منذ افتتاحه قبل أسابيع في رواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة، شمال المغرب، يستمر معرض جوار البحر للفنانة البحرينية لبنى الأمين حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2025، مقدّماً تجربة بصرية متكاملة ترتكز على قراءة دقيقة للذاكرة والبحر في فضاء مشترك بين المكان والإنسان. لا يقدّم المعرض مشهداً مكتملاً أو مباشراً؛ لكنه يمنح الزائر فرصة للتعمق في طبقات اللون والكولاج والملمس، لتظهر العلاقة بين المادة والزمن، وبين الإنسان ومحيطه، بطريقة تجعل كل لوحة أو تركيب جداري محطة للتأمل، وكل تفصيل دعوة إلى التوقف والانصات. في هذا الفضاء، يتحرك المشاهد لا بوصفه متلقيا ثابتا، بل من حيث هو قارئ يتنقّل بين الأحداث، بين موجة لونية وأخرى، بين أثر باقٍ وآخر مطموس.

في واحدة من السلاسل المركبة من أعمال المعرض، الذي أنجزت جل أعماله في مدينة أصيلة، ما بين صيف عام 2024 وخريف 2025، من أجل موسم أصيلة الثقافي، تتجاور ست لوحات تُعيد بناء الصورة وتفكيكها ضمن فضاء بصري شفاف ومضطرب في الوقت ذاته. الوجوه الإنسانية لا تظهر كاملة؛ بعضها مغطى بطبقات كثيفة من الطلاء، أو غارق تحت الحبر والقصاصات. هذا الإخفاء المقصود يحوّل الوجه من شخصية محددة إلى أثر للذاكرة، ومن هوية واضحة إلى أثر مستمر يُستدعى ببطء. بعض اللوحات تظهر ملامح خفيفة، بينما يظل الظل الغالب حاضراً، كأن الفنانة تمنح المشاهد خيطاً من التعاطف قبل أن تعيده إلى الغموض. في طبقات بعضها تظهر شذرات من نص عربي غير مقروء، يلعب دوراً بصرياً وثقافياً، في إشارة إلى أرشيف حضاري متوارٍ بين السطح والعمق.

تحول الفنانة الماء من منظر جاهز إلى طبقة من الوعي والذاكرة

اللوحات تعتمد تراكماً لونياً يعكس حركة الزمن: الطمس، التراكم، الخدوش والتداخل بين الملامس الناعمة والخشنة، جميعها عناصر تؤسس سرداً بصرياً متدرّجاً. الألوان تحمل دلالات محددة: الأزرق العميق ثقلا للذاكرة، الأصفر أثرا ورقيا قديما، الوردي والبنفسجي لحظات عاطفية، والأسود فاصلا تأمليا يقطع السرد. هذه الطريقة تجعل كل لوحة محطة ضمن رحلة واحدة للذاكرة، تعيد ترتيب

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح