لاريجاني يرسم معالم موقف إيراني أكثر صلابة لا مفاوضات بلا واقعية و الكيان الصهيوني في أسوأ حالاته

طهران – المساء برس|

قدّم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، مقاربة سياسية وأمنية تعكس ثبات طهران في مرحلة إقليمية شديدة التعقيد، مؤكداً أن بلاده لا تعتبر المفاوضات مع واشنطن خياراً ضرورياً بحدّ ذاته، بل مساراً مشروطاً بوجود أرضية واقعية تلغي منطق الإملاءات الأميركية.

هذا التشديد يعكس انتقال السياسة الإيرانية من موقع المتلقي للضغوط إلى طرف يفرض إيقاعه على الطاولة، وخاصة بعد ما وصفه لاريجاني بـ«حرب الأيام الاثني عشر»، التي اعتبرها مؤامرة أميركية – صهيونية فشلت في كسر إرادة الشعب الإيراني.

وفي الجانب العسكري، أشار لاريجاني إلى امتلاك إيران منظومة صاروخية قوية، مع استمرار العمل على سدّ الثغرات الدفاعية، ما يعكس ثقة المؤسسة الأمنية بقدرتها على الردع في مواجهة أي عدوان محتمل.

هذه الرسالة، وفق مراقبين، تحمل في طياتها تطميناً لحلفاء محور المقاومة، وتذكيراً لخصوم طهران بأن خياراتها ليست محصورة في الدبلوماسية وحدها.

إقليمياً، شدّد لاريجاني على خصوصية العلاقات الإيرانية – الباكستانية المبنية على إرث اجتماعي وسياسي عميق، مؤكداً استعداد طهران لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع إسلام آباد. كما عبّر عن قلقه من التوتر بين باكستان وأفغانستان، محذراً من أن مثل هذه النزاعات تخدم خصوم المنطقة وتعيق مسار الوحدة الإسلامية.

وفي ما يخص فلسطين، أكد لاريجاني أن طهران ترى في أي محاولات لتجاوز القضية خطوات استعراضية لا قيمة لها، مشدداً على أن محورية فلسطين ستبقى ثابتة في معادلات المنطقة، مهما حاولت واشنطن و«الكيان» هندسة حلول قسرية.