كراسناهوركاي الفائز بنوبل الآداب 2025 تجربة سينمائية لا تنسى
فوز روائيّ بجائزة نوبل للآداب تذكيرٌ بجانب سينمائيّ في اشتغالاته. الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي (1954) ينالها قبل أيام (9 أكتوبر/تشرين الأول 2025)، فتُستعاد تجربته السينمائية، التي توصف بـخمسة سيناريوهات ومخرج واحد. السيناريوهات تلك مكتوبة إمّا بقلمه مباشرة، وإمّا تُستلّ من رواياته فيُشارك في صوغها السينمائي. أمّا المخرج الواحد، فهو أحد أبرز السينمائيين في بلده (هنغاريا) والعالم، بيلا تار (1955).
التجربة تلك، إنْ تكن كتابة مباشرة للسينما أو إعادة كتابة رواية له تصبح (الإعادة) فيلماً، غير مختلفة عن تجارب روائيين آخرين (الأميركي بول أوستر والمصري نجيب محفوظ مثلاً)، يكتبون نصوصاً باهرة، تصدر في كتب أو تُصبح صُوراً سينمائية، وغالبية رواياتهم مليئة بصُور سينمائية أصلاً، لشدّة ما في صوغ الجُمل من تقنيات الوصف والسرد والتوليف، ما يدفع إلى تخيّل شرائط بصرية تُترجِم مزيجَ المكتوب بالإحساس به. أي أنّ الخيال، المنبثق من قراءة مؤلّفات روائيين وروائيات عديدين، مصنوعٌ مما يصل من قلب الجمل ومتنها وهوامشها إلى ذات قارئ/قارئة، ومن إحساس ذاتي بحت إزاء ما يُقرأ، أي ما تُثيره القراءة من انفعال وتفكير وتأمّل.
أيجوز هذا كلّه في الصنيع السينمائي للاسلو كراسناهوركاي، خاصة مع تركيز على ما يُشير إليه عباس بيضون (شاعر وكاتب لبناني) في قراءته الترجمة العربية لـكآبة المقاومة (الحارث النبهان، دار التنوير، 2020)، الذي يكتب (العربي الجديد، 20 سبتمبر/أيلول 2020)، أنّها (هذه الرواية تحديداً) تنفي دائماً، في مستواها، أنّها رواية على طول الخطّ، رغم أنّ ما تُسوّقه من سرد، وترويه من أحداث، وتديره من أسئلة وأفكار، رواية أولاً وأخيراً؟ أيُمكن مُشاهدة فيلمٍ ينفي، مدّته كلّها، أنّه فيلمٌ، بينما كلّ ما يُقدّمه يؤكّد أنّه فيلم سينمائي؟
/> آداب وفنون التحديثات الحيةفوز الكاتب الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل للآداب 2025
وماذا عمّا يُقال في كتاباته، بالإشارة إلى تميّزها بفقرات تطول صفحاتٍ عدّة، وبجمل طويلة متدفّقة؟ قول كهذا عائدٌ إلى الزميل محمد هاشم عبد السلام، الذي يرى في كتاباته ما يُشبه أسلوب الفرنسي مارسيل بروست: توظيفه للتكرار، ولـمُفرادت ولغة وتراكيب وجُمل اعتراضية مُربكة،
ارسال الخبر الى: