عاجل موجة برد قطبية تضرب اليمن خلال ساعات انخفاض 10 درجات والأرصاد تحذر

في تطور مناخي صادم لم تشهده المنطقة منذ عقدين، تستعد محافظات المهرة وحضرموت وشبوة لمواجهة موجة برد قطبية ستخفض درجات الحرارة بمعدل 10 درجات مئوية خلال الساعات المقبلة، مما يعني أن أكثر من مليون مواطن سيواجهون أجواءً أبرد من العواصم الأوروبية في قلب الصحراء العربية.
أعلن مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر حالة تأهب قصوى بعدما أظهرت النماذج العددية وخرائط الطقس تقدم كتلة هوائية باردة استثنائية نحو الأراضي اليمنية. النتائج التي نراها مرعبة حقاً، لم نسجل مثل هذا الانخفاض الحاد منذ موجة 2008 يقول محمد النصيري، خبير الأرصاد الذي اكتشف الموجة مبكراً. وفي مشهد يحبس الأنفاس، تحولت أسواق المنطقة إلى خلية نحل حيث يتسابق المواطنون لشراء المدافئ والبطاطين قبل نفادها.
السبب وراء هذه الظاهرة الاستثنائية يعود إلى تدفق رياح شمالية قطبية نادرة اخترقت الحاجز الجبلي الطبيعي للمنطقة، في تطور يشبه ما حدث عام 2008 لكن بقوة مضاعفة. د. أحمد الجوفي، أستاذ المناخ، يؤكد أن هذه الموجة جزء من تغيرات مناخية عالمية تجعل المناطق الاستوائية عرضة لتقلبات حادة. التوقعات تشير إلى أن هذه الظاهرة قد تصبح أكثر تكراراً، مما يعني ضرورة إعادة النظر في أنماط الحياة والزراعة التقليدية.
التأثير الأكثر إثارة للقلق سيطال الحياة اليومية بشكل جذري، حيث ستضطر العائلات لتغيير روتينها بالكامل وإلغاء الأنشطة الخارجية. أم سالم، مزارعة عمرها 68 عاماً من المهرة، تروي بقلق: محصول التمر الذي زرعته منذ 6 أشهر قد يتلف بالكامل، لا أعرف كيف سأحمي أشجاري. المستشفيات تستعد لاستقبال موجة من المرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، بينما يحذر الخبراء من خطر الحرائق الناتجة عن الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة البدائية.
مع تأكيد المركز الجوي مواصلة المتابعة على مدار الساعة، يبقى السؤال الأهم: هل نحن مستعدون فعلاً لعصر جديد من التقلبات المناخية المتطرفة؟ الساعات المقبلة ستحمل الإجابة، لكن الأكيد أن على المواطنين اتخاذ الاحتياطات فوراً - ارتداء الملابس الثقيلة، حماية المسنين والأطفال، ومتابعة النشرات الرسمية. الطبيعة تنذرنا، والوقت ينفد سريعاً.
ارسال الخبر الى: