قراءة تحليلية لنص هاشم اسم أثقل كاهلي لـ أحمد سيف حاشد

يمنات
“هاشم” اسم أثقل كاهلي
أحمد سيف حاشد
هاشم الاسم الرابع لاسمي.. اجتمع ضد اسمي المتعصبون ضد “هاشم” والمتشددون في حبه.. اجتمع من لا يطيق اسم “هاشم” مع من يستأثرهُ، ويحاول بقضه وقضيضه أن يحتكره لنفسه.. وزاد عليهم الانحطاط كله.. تكالب علينا الباطل من كل الجهات.. من يريد قتلك ومن يريد ابتلاعك، ومن ينتظر سقوطك إلى مزبلة انحطاطه.. لا ميمنة لي ولا ميسرة.. أطبق عليّ الحال وقال: أنت هالك لا محالة.. وجدتُ نفسي أُسحق بين شقي الرحى، دون ذنب أو جريرة.
يتهمونني بما لا يُتهم.. يحاكمونني دون محاكمة.. يدينونني دون دليل أو قرينة.. إدانتهم تداهمني قبل أن تنبس شفتاي دفاعاً عن نفسي ببنت شفة.. يهتاجون ويشنّعون قبل أن يكون لي فيما يقولون كلمة واحدة.. لا يسمحون لي بجواب سؤال، أو نقطة نظام، أو اعتراض بإشارة.. يطلقون أحكامهم جزافاً وحماقة.. مشهد أكثر من عبثي مما نعيشه اليوم من ضيق وابتلاء وكربة.
اجتمع التشدد بنقيضيه على اسمي ليدينني بما ليس فيَّ.. اجتمع الباطل بتزمّته وشدّته، ومعهم التافهون ليجتمع ما لا يجتمع على ضحية وجدوا في صاحبها عدوهم المشترك، وما لديهم نحوه من مقت وكره.. سادت تلك الكراهية، بعد أن بلغت العنصرية عنفوانها، وبلغت الحماقات منتهاها، وأي حماقة هذه التي تدينك بسبب اسمك؟!!
ضرب الجهل على اسمي طوقه، ولف على عنقي مشنقة.. لعن الله الساسة عندما يسقطون في وحل السياسة، وما أوحل منهم ومنها إلا أن يجد إلى السلطة تافهوها والمطبلون لها والمسترزقون منها، طريقاً سالكاً إليها.
متشددون متشبعون بالجهل والحماقة والادّعاء.. يهرعون إلى الماضي بزعم نجدته، ثم يستعيدوا أكثر صفحات التاريخ سواداً وقتامة، ومعها يستعيدون الموت وبرك الدم وكثيراً مما هو بشع وشائه، ثم يعيدون إنتاجه من جديد على نحو أكثر قبحاً وبشاعة.
يكررونها بمزيد من الإمعان والإغراق والوحشية؛ لتدور معها دورات العنف والحقد والكراهية التي يجري استجرار نفاياتها وإعادة تدويرها، وضخّها من جديد، ولا يستطيعون الاستمرار في الحياة والعيش إلا بها، بل ومزيد منها.
يستمتعون بالعودة للماضي المثقل بمآسيه.. يكرسون الباطل
ارسال الخبر الى: