قراءات روسية لاحتلال غزة إسرائيل تنجو على حساب الآخرين

بموازاة التصعيد الإسرائيلي الأخير والبدء بتنفيذ مخطط احتلال مدينة غزة بعد أسبوع فقط على الضربة الإسرائيلية على قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في العاصمة القطرية الدوحة، وجهت الصحافة الروسية، اليوم الأربعاء، انتقادات لاذعة إلى الأفعال الإسرائيلية التي تشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والدولية وتعكس إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.

وفي مقال بعنوان إسرائيل تنجو على حساب الآخرين نشرته صحيفة فزغلياد الإلكترونية الموالية للكرملين، رأى الأستاذ المساعد في قسم العلوم السياسية بالجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، غيفورغ ميرزايان، أنّ إسرائيل علّمت العالم منذ فترة طويلة أن أيديها غير مكبّلة لا بخطوط حمر ولا بقيود أخلاقية ولا تخجل من القيام بالخطوات الأكثر تطرفاً من أجل النجاة.

وضرب ميرزايان مثلاً على ذلك، مشيراً إلى أن إسرائيل طوّرت سلاحاً نووياً حتى لا تهاجمها الدول العربية التي يفوق عدد سكانها عدد سكان إسرائيل بأضعاف، مدمّرة بذلك الأسس الهشة أصلاً لنظام منع انتشار السلاح النووي. وأضاف أنّ إسرائيل تسوّي قطاع غزة بالأرض لإرغام سكانه على مغادرته وإنهاء مشكلة حماس، معتبراً أنّ ذلك يشكّل شرعنة فعلية للإبادة الجماعية كأداة للسياسة الخارجية وحلّ مشكلة القوميات غير الموالية.

من جهته، رأى المحلل السياسي المقرّب من الكرملين، رئيس تحرير مجلة روسيا في السياسة العالمية، فيودور لوكيانوف، أنّ بدء إسرائيل العملية البرية لاحتلال مدينة غزة في حدّ ذاته لا يقلق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بقدر ما يقلقه كيف يجري ذلك من جهة أنه كلما طال أمد العمليات ضد حركة حماس وغيرها من خصوم إسرائيل، كلما ازدادت الأعباء السياسية على البيت الأبيض مثل الضربة الإسرائيلية على دولة قطر الحليف العسكري والسياسي لواشنطن.

الاحتلال يسرّع إخلاء مدينة غزة ويبيدها عمرانياً

وأضاف أنّ إسرائيل لم تحقق الهدف من الضربة المتمثل بالقضاء على قادة حماس، ولكنها نجحت في إصدار رسالة مفادها بأنها لا تعترف بحق أحد في احتضان من تعتبرهم راديكاليين، وأظهرت أنّ الاعتبارات السياسية - الدبلوماسية التقليدية لم يعد لها مفعول. وتوقع لوكيانوف أن تواصل إسرائيل تحقيق أهدافها مع الاعتماد