قبائل البشتون ترفض جريمة زواج سورا

٥٩ مشاهدة
اعتادت قبائل البشتون التي تتوزع على الحدود بين باكستان وأفغانستان اللجوء إلى الزواج من أجل تصفية النزاعات خصوصا جرائم القتل ويعرف ذلك باسم زواج سورا لكن الاجتماع الأخير الذي عقده المجلس القبلي جركا في مقاطعة خيبر في أكتوبر تشرين الأول الماضي قرر رفض هذا العرف وترجع عادة سورا إلى إقرار الاجتماع القبلي تزويج فتاة لتصفية النزاعات والصراعات القبلية على الفور ومن دون أية مراسم زواج تؤخذ الفتاة راكبة على فرس أو حمار إلى القبيلة الثانية وهذا ما تعنيه كلمة سورا يقول الزعيم القبلي محمد خان ألفت لـالعربي الجديد لا ندري متى بدأ هذا العرف لكنه قديم عمري 65 سنة حاليا وتوفي أبي حين كنت في سن الـ35 وعشت مع جدي فترة طويلة وكانا يقولان لي إن هذه العادة كانت موجودة حين كانا صغيرين وكانت منتشرة جدا قبل غزو السوفييت لأفغانستان 1979 ثم بدأ الناس يعارضونها بعدما هاجر بعض أبناء القبائل وبدأوا يتعلمون ويحتكون بثقافات مختلفة ما جعلها انتشارها أقل لكنها لا تزال موجودة يضيف لا يشترط نيل رضا الطرفين المعنيين بالزواج لتطبيق هذه العادة خصوصا إذا كانت النزاعات بين قبيلتين لأن المصالحة تحصل بوساطة المجلس القبلي بعد أن يعطي طرفا النزاع المجلس ضمانات بتوكيله بهذه المهمة مع عدم إمكان رفض القرار ومن المعتاد أن يحدد أول اجتماع يعقده المجلس القبلي حجم الغرامة التي تسمى مشلغة وهي مبلغ مالي كبير يؤخذ إذا رفضت أي جهة قبول قرار المجلس وقد تكون الغرامة حرق منازل الطرف الذي يناهض القرار ما يجعل من الصعب على أي طرف رفض القرار بعد تكليف المجلس القبلي تنفيذ مهمة الوساطة بين المتنازعين وفي شأن التبعات الثقيلة لهذه العادة على حياة القبائل خصوصا الأسرة التي تعطي ابنتها لخصمها يقول ألفت في العادة لا يحق للبنت أن تزور أهلها لسنوات ويجري التعامل معها بقسوة في بيت زوجها لأنها تأتي إلى أسرته بعد قتل أو شجار كبير ورغم أن القتال ينتهي في معظم الأحيان لكن التعامل مع الفتاة يكون سيئا وهي تكون عادة أخت القاتل أو ابنة عمه أو قريبته ويذكر أنه يعرف أسرة قتل أحد أبنائها شخصا من قبيلة أخرى بسبب خلاف على المياه واستمر النزاع أكثر من عام حاولت خلاله أسرة القتيل أن تنتقم من القاتل لكنها فشلت في ذلك فتدخل المجلس القبلي وحل المشكلة من خلال اتخاذ قرار تزويج أخت القاتل برجل من أبناء عم القتيل والذي كان متزوجا أصلا قبل 18 عاما من دون أن يرزق بأولاد ذكور وكان يبحث عن زوجة يتابع تزوج الرجل أخت القاتل من دون أي مراسم بقرار من المجلس القبلي ونفذه رجال من أسرة القاتل والذين اقتحموا منزل عائلة الفتاة وأخرجوها منه وسلموها إلى أسرة القتيل وضع الفتاة كان أفضل نسبيا من أخريات كثيرات عرفن المصير نفسه لأن الزوج كان رجلا جيدا وثريا كما أن زوجته الأولى تعاملت معها بشكل جيد لكن الفتاة لم تستطع زيارة بيت أبيها لثمانية أشهر وأمها أصيبت بمرض نفسي ووالدها أصيب بالسكري بالتأكيد عانت البنت من مشكلة حرمانها من كل مراسم الزواج ورغم أن زوجها عاملها بشكل جيد لكن بقية أفراد الأسرة عاملوها باحتقار وتصف الناشطة الاجتماعية رضوانة جبار لـالعربي الجديد زواج سورا بأنه عادة تسلب الفتيات والنساء حقوقهن وتقضي على حياتهن كونها تتضمن أنواعا من الجرائم أحيانا تتزوج قاصرات كبار في السن وأيضا من دون رضاهن وبلا مراسم ولا أي من مظاهر الاحترام ثم يجرى التعامل معهن بطريقة سيئة للغاية وتضيف جبار رحب كثير من النساء والرجال بقرار المجلس القبلي الذي عقد في أكتوبر الماضي وشارك فيه مئات من زعماء القبائل وآلاف من أبنائها والذي قرر القضاء على عادة زواج سورا ومنع تزويج القبائل الفتيات من أجل تصفية النزعات هذه الخطوة أهم ما أسفر عنه الاجتماع لكننا نريد إلزام القبائل بتطبيق القرار وسن قرارات أخرى مماثلة تعيد حقوق نساء القبائل المحرومات من كل حقوقهن

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح