فهم طبيعة الصراع قبل أن نلقي السلاح

136 مشاهدة

تابعتُ برنامجًا على قناة الجزيرة، وفيه سجالٌ ومناظرة بين طرفين: الأوّل يدافع عن سلاح المقاومة، والآخر ضد سلاح المقاومة.

واستغربتُ جدًّا أن الطرف الثاني يرتكز في مجمل كلامه ومنطقه على أن إلقاء السلاح والتحول لحكومات مدنية سيُبعِد الذرائع تمامًا، فبعد أن تتحول بلداننا إلى حكومات مدنية، لن يبقى لإسرائيل ذريعة لمهاجمتها, وهذا منطق غريب جدًّا من عدّة نواحٍ:-
أوّلًا: هو غير واقعي؛ فإسرائيل هاجمت لبنان قبل أن يوجد حزب الله، وكان لبنان دولة مدنية آنذاك، واحتلت فلسطين قبل وجود حركه حماس وحركة الجهاد الاسلامي وبقية الفصائل.

في المقابل كلُّ مستوطن وكلّ مغتصب في كيان العدو هو شخصٌ مسلّح ومدرب على السلاح، حتى النساء والأطفال، وهي من تدعم المليشيات في أماكن عدّة، بشكل مباشر أو عبر أدواتها في المنطقة.
ثم إن كيان العدو أبعد عن المدنية من داعش فهو كيان محتل متوحش قائمٌ على تصوّراتٍ دينيةٍ توراتية، ذات طموحاتٍ تاريخيةٍ خرافية، وأحزابه تُقِرّ بذلك في برامجها الداخلية ويصرّح بذلك قادته علناً، ومنهم نتنياهو، حين تحدّث عن مشروع “إسرائيل الكبرى”، وهي بدورها لن تكون إلا محطةٌ نحو مشروعٍ أوسع للسيطرة على المنطقة.

إلقاء السلاح، في هذا السياق، لا يعني السلام، بل يعني إزالة عقبةٍ من طريق الاحتلال. إنك حين تُسقط سلاحك لا تُسقط عدوان العدو، بل تُسقط وسيلة الردع التي تمنعه من التمادي.
ثانيًا: في معالجة هذه المسألة من جذورها، أرى أننا نعاني إشكاليةً كبيرةً في سوء فهم طبيعة الصراع مع العدو، وعدم إدراكٍ كافٍ لطبيعة العدو الذي نواجهه. فالكثير من الأنظمة أو النخب السياسية تتعامل معه كما لو كان خصمًا عاديًّا يمكن الوثوق بعهوده ومعاهداته، وهذا غير صحيح.

القرآن الكريم ـ كلام الله الذي خلق الناس وهو الأعلم بأحوالهم وطبائعهم، والقائل: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ﴾ [النساء: 45] ـ قد بَيَّن صفاتهم أنهم ينكثون العهود، وأن سمتهم الغدر والخيانة، فقال سبحانه: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة: 100]، وقال تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح