فلسطيني أصم من غزة ينبش أنقاض منزله بيديه بحثا عن جثمان والده
٩٩ مشاهدة
ينبش شاب فلسطيني أصم من غزة بيديه الممزقتين بين حجارة أنقاض منزله الذي دمرته طائرات إسرائيلية شرقي مدينة غزة بحثا عن جثمان والده الشهيد الذي لا يزال مدفونا تحت الركام ويصر هيثم غزال 25 عاما على البحث وتجاهل العوائق بالرغم من الجروح الغائرة التي أصابت يديه خلال النبش وعدم توافر الإمكانات الكافية لاستخراج الجثمان وبلغة الإشارة يحاول الشاب غزال الذي تبدو عليه علامات الإرهاق والحزن أن يوجه الملاحظات لمن يساعده في استخراج الجثمان كي لا يتعرض أحد للخطر وتأتي هذه المحنة بعد توقف فرق الدفاع المدني عن البحث نظرا لاحتياجها لمعدات ثقيلة غير متوفرة في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي وقد تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال سيدة وأربعة مصابين وتبقى الأب هاشم غزال بعد قصف منزلهم من الطائرات الإسرائيلية قبل نحو أسبوع في منطقة شارع يافا بحي التفاح شرقي مدينة غزة ورغم مرور أسبوع على قصف المنزل ما زال الأصم غزال يصر بقوة على استخراج جثمان والده الذي يرقد تحت أنقاض المنزل ليتم دفنه في مقبرة الموتى نقص معدات الإنقاذ ويعاني جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة من قلة الإمكانات لاستخراج الجثامين من تحت أنقاض المنازل التي قصفتها إسرائيل ويرجع ذلك إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2006 الذي يمنع دخول معدات ثقيلة بالإضافة إلى قصف إسرائيل خلال الحرب للمعدات الموجودة سابقا وفقا لتصريحات لجهاز الدفاع المدني وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن إزالة كميات الركام الهائلة من غزة والتي تشمل ذخائر لم تنفجر ستستغرق سنوات وأنها تحتاج إلى تدخل دولي للمساعدة في رفعها وأن ذلك مرتبط بالأساس بتوقف الحرب ومن شأنه تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع لارتباط الركام بمخاطر على البيئة وصحة البشر ويشعر غزال بالحزن والألم الشديدين من جراء فقدان والدته ووالده في القصف الإسرائيلي فهما كانا سندا له ودعما في كل محنة وهذا ما أشارت إليه ابنة عمه التي قامت بترجمة ما يتحدث به غزال بلغة الإشارة لمراسل وكالة الأناضول فلسطيني أصم من غزة يتساءل لماذا قصف منزلنا ويتساءل الأصم بلغته لماذا قامت طائرات إسرائيل بقصف المنزل الآمن الذي لا يشكل أي تهديد عليهم ولماذا استهدفوا منزلا يضم عائلة فلسطيني أصم من غزة لا تشكل أي خطر على الآخرين وجاء الاستهداف قبيل لحظات قليلة من استهداف طائرات مسيرة أخاه قرب منزله حيث أصيب بجروح وتم نقله للعلاج في مستشفى المعمداني بمدينة غزة وعندما عاد من المستشفى وجد غزال سيارات الإسعاف والمواطنين ينقلون مصابين دون أن يدرك أن المنزل المدمر هو منزل عائلته فصدمته الحقيقة عندما عثر على حطام المنزل وجثمان والدته وهي تخرج من تحت الأنقاض والدماء تتناثر على جسدها وينتاب غزال شعور باليأس والعزلة لفقدان والدته التي كانت تساعده في التواصل مع الناس خاصة في ظل ما يعانيه من إعاقة في السمع والكلام حيث كانت حلقة وصل وكانت والدته داعمة له ومصدر قوة وتشجيع وتركت فراغا كبيرا في حياته برحيلها من جراء القصف الإسرائيلي بحسب الأناضول ونقلت الأناضول عن هيثم غزال قوله أبحث عن والدي تحت الأنقاض لأدفنه في المقبرة بالقرب من والدتي التي استشهدت بقصف منزلنا وألقي نظرة الوداع الأخيرة وأضاف الاحتلال قتل والدتي التي كانت تساعدني في التواصل مع الناس بلغة الإشارة وأوضح أنه لم يكن موجودا في المنزل عندما تعرض للقصف حيث كان يسعف أخاه الذي تعرض لإصابة نتيجة قصف إسرائيلي آخر قرب المنزل وهذا ما أبقاه على قيد الحياة وأشار إلى أنه عندما عاد وجد المنزل قد تحول إلى أنقاض وتبين له أن والدته قد استشهدت وأن والده ما زال تحت أنقاض المنزل المدمر حيث يسعى بكل جهوده إلى إخراجه ولم يتمكن الشاب غزال من استخراج جثمان والده بسبب كمية الركام الضخمة التي يتراكم بعضها فوق بعض حيث يحتوي المنزل على ثلاثة طوابق تم تدميرها بالكامل ورغم الجهود الجبارة التي بذلها الشاب المكلوم برفقة أقربائه واجهوا صعوبات كبيرة بسبب نقص الإمكانات وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وعلى الطرقات حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم ويبلغ عدد من يعانون من إعاقة سمعية في غزة 2409 أشخاص فوق سن الـ18 عاما و1243 شخصا تحت سن الـ18 عاما بحسب إحصائيات رسمية وقبل السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 كان عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في أنحاء فلسطين يبلغ نحو 115 ألف فرد بنسبة 2 1 في المائة من إجمالي المقيمين داخل الأراضي الفلسطينية وبواقع 59 ألف فرد في الضفة الغربية يشكلون 1 8 في المائة من إجمالي السكان ونحو 58 ألف فرد في قطاع غزة يشكلون 2 6 في المائة من إجمالي السكان وفقا لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه الوحشية على قطاع غزة لليوم الـ224 على التوالي وسط قصف عنيف يخلف مئات الشهداء والجرحى يوميا ورغم التحذيرات الدولية من شن هجوم كبير على المدينة المكتظة ورغم صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة الأناضول العربي الجديد