فلسطين حالة شغف تونسية تنتقل إلى البحر

32 مشاهدة

ليس من اليسير التّأريخ لعلاقة تونس والتّونسيين بالقضية الفلسطينية. ولا أخال أيّ صحافي أو باحث من أيّ دولة أخرى من دول المنطقة قادر على ذلك. فالأمر يتعلّق بوعي فطري، يصعب وضع حدود له في الزّمان. لكن، من الثابت أنّ الثورة الشعبية التّي أطاحت بالرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي مثّلت منعرجًا حاسمًا، إذ دخل مطلب تجريم التّطبيع مع إسرائيل إلى أروقة البرلمان لأوّل مرّة في تاريخ البلاد.

بينما أطلقت الثّورة أيدي الشّبان أكثر من أيّ وقت مضى للتنظيم في جماعات ضغط، انضمّ آخرون إلى أحزاب سياسية كان نظام بن علي يُنكلّ بها وبالمنتمين إليها. في كلتا الحالتين، بتنا نسمع صوتًا مختلفًا، بصرف النّظر عن مدى صوابيّة ما يطرحه من بدائل سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية.

من رحم هذا الزّخم، ظهرت تنظيمات عدّة، من بينها مانيش مسامح – لن أسامح – المعارض لمشروع قانون يهدف إلى تبرئة مسؤولين متهمين بالفساد إبّان حكم بن علي. ونجحت هذه الجماعة، وقد كان قوامها أساسًا ناشطون يساريّون، في تحريك الشّارع التّونسي، خصوصًا عام 2017، قبل أن يجد المشروع المثير للجدل طريقه للمصادقة في البرلمان.

أعاد النّاشطون التّونسيون تنظيم صفوفهم بغرض الانضمام إلى مبادرة دولية تهدف إلى الوصول إلى قطاع غزّة بحرًا. فوصلوا اللّيل بالنّهار للإعداد لهذه الرّحلة

تقاطعت حركيّة هذه المجموعة مع تنظيمات أخرى مناصرة لقضايا البيئة، ومناهضة للعنصرية والتمييز والهجرة والتشهير بالقمع الأمني. لم تتماهَ هذه الفئة الشبابية بعضها مع بعض طيلة السّنوات الأخيرة، إذ شقّتها انقسامات حادّة عقب الاغتيالات السياسية التّي شهدتها البلاد عام 2013، وخصوصًا في تقدير الموقف من استيلاء الرئيس التونسيّ قيس سعيّد على السلطة صيف 2021. ثمّ أذاب شنّ إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزّة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الكثير من الجليد بين النّاشطين، فاندفعوا إلى الشّارع للاحتجاج، واعتصموا أمام مبنى السفارة الأميركية في تونس، كما تصدّروا دعوات مقاطعة بضائع الشركات الداعمة لإسرائيل. وليس من قبيل الصدفة أن يستعير الحراك الشعبي الصيغة/ الشعار الأهمّ

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح