أنا فلسطين صرخة الوجود ومرآة الوقود ملحمة أزلية

د. مريم العفيف
أنا فلسطين… نبضة الزمن الأولى، صرخة الوجود التي لا تعرف الانكسار، روح تتحدى الظلم والطغيان، قلب لا يلين، وعين لا تغمض عن رؤية الحق. كل حجر فيّ يحكي أسطورة، كل شارع يسرد صمودي، وكل دمعة على ترابي شعلة لا تنطفئ، شهادة على أن كرامتي ليست للبيع، وأن عدالتي أقوى من كل سلاح.
منذ سبعة وثمانين عامًا يمد الاحتلال يده عليّ، ومنذ آلاف الأيام يقف شعبي شامخًا، يصبر، يقاوم، ويصرخ بلا كلل. الحرية فيّ ليست وعدًا، بل انتزاعًا، وإرادتي أقوى من كل حصار، وأشد من كل قصف. ومع كل دم يسيل، ومع كل بيت يُهدم، تتجدد في نفسي شعلة المسؤولية، فتتصل آلامي بصمودكم، وتتحول معاناتي إلى وقود لا ينطفئ لنبض الأمة؛ نار تحرق جبن كل جبان، وتوقظ في النفوس روح البطولة، وتجعل من الألم أسطورة تتناقلها الأجيال.
شهدائي ليسوا أرقامًا، بل أسماء محفورة في وجد كل عربي حر، في قلب يرفض الظلم، وفي روح تتوق للحق. ذكراهم تتحول إلى طاقة صاخبة، صدى مقاومة لا يهدأ، لتعلموا أني لست مجرد أرض، بل تجربة وجودية تصنع النفوس الحرة، وتزرع فيهم إرادة لا تعرف الانكسار، وكرامة لا تُقهر، وشجاعة لا يطاها الزمن.
أنا لست حكاية الفلسطينيين وحدهم، بل حكاية كل عربي، كل إنسان يرفض الذل، كل قلب يشتعل حبًا للعدالة، وكل روح تتوق إلى الحرية. كل تضحياتي تتشابك مع آمالكم، فتغدو النار في وجدانكم رمزًا للصمود الذي لا يُقهر، للكرامة التي لا تُباع، وللهوية التي لا تُخضع.
أعلمكم أن الأرض بلا صمود لا تستمر، وأن الإنسان بلا كرامة لا يعيش، وأن الأمة بلا فلسطين لا تحيا. كل دم يُسفك، وكل دمعة تُذرف تصبح شهادتي على أن الحق أقوى من السلاح، وأن إرادتي لا تعرف الانكسار. تتتابع دروسي من جيل إلى جيل، حاملة صدى الصبر والعزيمة، لتصنع أجيالًا تعرف معنى البطولة والفداء، أجيالًا تشع نورًا في قلب الظلام، وتروي للعالم أن الحق حيّ، وأن النور لا يُطفأ مهما طال الليل.
في صمتي
ارسال الخبر الى: