فضول طفل يوقض الذكريات

18 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

محمد المخلافي

ابني أيهم، ذو الحادية عشر عامًا، لديه شغفًا لافتًا بكل ما يتعلق بالتصفح والاطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا اليوتيوب.

خياله واسع، وفضوله لا يهدأ؛ يسأل عن كل شيء ويفتش عن إجابات لكل ما يخطر بباله. قبل فترة، قرر من تلقاء نفسه أن ينشئ قناة على اليوتيوب.

اجتهد حتى نجح، وبدأ يلتقط صورًا لمشاهد المطر في صنعاء وينشرها على قناته، محاولًا وصف اللحظة بكلمات بريئة.

ورغم لطافة ما يفعله، حاولت إقناعه بأن يبتعد عن اليوتيوب الذي أخذ معظم وقته، وأن يركز على دراسته الآن، فالهوايات يمكن تطويرها لاحقًا حين يكبر ويصبح قادرًا على تنظيم وقته بشكل أفضل. وبعد محاولات، اقتنع وتوقف، لكن فضوله بقي كما هو. كان، من وقت لآخر، يعود للاطلاع على صور الأماكن التاريخية، ويسألني عنها بإلحاح.

قبل أسبوع، لفت انتباهه (دار الحجر). ظل يسألني عنه، ويعرض عليّ صورًا له، ويطالبني بأن أصطحبه لرؤيته عن قرب. حاولت تأجيل الرحلة أكثر من مرة، لكنه أصرّ. وفي هذا الصباح، رضخت لأمنيته، وأخذته مع أخيه كنان ستة اعوام، وتوجهنا إلى دار الحجر، الذي يبعد نحو خمسة عشر كيلومترًا شمال غرب صنعاء.

دار الحجر قصر أثري شامخ في وسط وادي ظهر، مبني فوق صخرة غرانيتية ضخمة. شُيّد في أواخر القرن الثامن عشر، لكنه يستند إلى تاريخ أعمق يعود إلى أنقاض قصر سبئي قديم يُعرف بحصن (ذي سيدان)، بناه الحميريون قبل آلاف السنين. اليوم يُعدّ دار الحجر أحد أشهر المعالم السياحية في اليمن.

خرجنا من البيت عند الثامنة صباحًا. كان الجو باردًا، فارتدى الأولاد ملابسهم الشتوية واستعدّوا بحماس. اتجهنا إلى فرزة شملان بجوار الجامعة الجديدة، وركبنا سيارة أجرة. كنّا مكدسين داخلها مثل صناديق موضوعة بشكل عشوائي، أنا وأولادي وراكبان آخران سمان يلتصقان بنا من ضيق المكان. وصلنا إلى نهاية الموقف في شملان، عند المدخل المؤدي إلى طريق وادي ظهر، وقد شعر أحدهم بالغثيان.

من هناك، أخذنا دراجة نارية ودخلنا الطريق الترابي المؤدي إلى الوادي. كان الطريق مزدحما بكل ما يمكن

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح