فضل عبد الخالق رجل المراسم ورفيق الرحلات الرئاسية

بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي
في أروقة الدولة، حيث تُصنع التفاصيل وتُنسج البروتوكولات بحنكة ودقة ، يبرز اسم فضل عبدالخالق كأحد أعمدة العمل البروتوكولي في اليمن ، لا سيما خلال سنوات حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
شغل الاستاذ فضل موقع مدير مراسم رئاسة الجمهورية ، وكان حضوره لافتاً في كل زيارة ، وكل لقاء رسمي، وكل محطة من محطات الدولة التي كانت تتنفس عبر تفاصيل البروتوكول والتشريفات.
عرفته عن قرب ، لا كموظف يؤدي مهامه فحسب ، بل كرجل دبلوماسي متمرس ، يحترف الصمت حين يجب ، ويتكلم حين يحين الكلام ، وبأسلوب يأسر سامعه.
كان دقيقاً، منضبطاً، لا يترك تفصيلاً للصدفة، وكان ذلك من أسرار نجاحه وثقة القيادة فيه. رافقته في معظم الرحلات الرئاسية التي شاركت فيها بحكم طبيعة عملي، وكنت شاهداً على سعة أفقه ودماثة أخلاقه، وعلى تلك الروح المرحة التي لا تغيب عنه حتى في أحلك اللحظات.
هو مثقف من الطراز الرفيع، يملك مخزوناً معرفياً قلّ أن تجده في أوساط العمل الإداري، ويترجم ذلك إلى سلوك عملي راقٍ. لم يكن مجرد مدير مراسم، بل كان رمزاً من رموز الذوق والبروتوكول، رجلاً يحترمه الجميع، من أصغر موظف إلى أرفع ضيف.
ومع تغير الزمن وتقلباته، انقطعت أخباره، ولم تعد تصلني إلا رسائل متفرقة عبر “الواتساب” في أيام الجمعة والمناسبات، كلمات مقتضبة لكنها محملة بالدفء، تذكرني بذلك الإنسان الكبير الذي طالما كان حاضراً في المشهد الرسمي والإنساني.
أدعو الله أن يكون فضل عبدالخالق بخير، في صحة وعافية، محاطاً بالسكينة التي يستحقها، فمثله لا يُنسى، ولا تغيب سيرته عن ذاكرة من عرفه واقترب من نُبله لايمكن ان لايتذكره.
*سفير في وزارة الخارجية
ارسال الخبر الى: