فرسان غزة
٣٥ مشاهدة
أ.د.فضل مكوع
للهِ درّ فتيةٍ شاهدتهم
يوما بغزّة في صفاءٍ طاهرِ
يتحنّطونَ ثيابَهم في عزّها
نحو الشهادة في جهادٍ ظافرِ
وعلى الأكفّ يحملون روحَهُمْ
في جوِّ ميداني خصيبٍ ثامرِ
قدْ سطّروا صفحاتِ كبرى جمّةً
في شهرِ تشرين العظيم الزاهرِ
في سبعةٍ منهُ سما عيدٌ لنا
ولأمةٍ في عرسِ عرسٍ فاخرِ
فشبابُنا في غزةٍ قدْ سطروا
نصرا بتخطيطٍ عظيمٍ حاضرِ
واستبسلوا وتيقّظوا في حربهمْ
بَلْْ أخرسوا صوتَ النشازِ العاهرِ
قدْ صفّعوا الغازي الدخيلَ صفعةً
ما قط مرّتْ في الصراعِ الدائرِ
من غزة الأمجادِ حقّاً سطّروا
تِلْكَ البطولاتِ بعزمِ الثائرِ
عادوا لأمتنا الكبيرة روحها
مِنْ بعد نكساتِ النظام الخاسرِ
مِمَّنْ رأوا في الخصمِ هذا صحبةً
وصداقةً في ظِلِّ ضعفٍ نادرِ
ومن مشى في صفّهمْ متخاذلاً
قدْ خانَ أمّتهُ بوجهٍ غابرِ
لكنَّ غزّة وحدها قدْ سطَّرتْ
واستبسَلَتْ في وجهِ أعتى كافرِ
فإذا الغزاة الارذلون تناثروا
ذاقوا الهزائم من هجوم جاسرِ
وتخبطوا في ليل دامس مظلمٍ
بل في صقيعٍ صاقع متكاثرِ
ِذاقوا مرارات العذاب كلها
باتوا كصرعى او كعصف حاشرِ
واستنجدوا بالغربِ جاءوا كلهمْ
كي ينقذوا وكر الحليف الغادرِ
بلْْ هرولوا وتشيطنوا في ساعةٍ
وتخبّطوا من مسِّ مسٍّ حائرِ
ومشتْ بهِمْ شطحاتهم في زيفها
في ظنِّ أوهامِ الخببث الماكرِ
لكنهم خابوا وخابَ ظنُّهُمْ
وتمرّغوا في وحلِ دركِ الخاسرِ
فكتائبُ القساّم أدّتْ واجباً
فكأنها جندُ الكريمِ القادرِ
كُلُّ السرايا كالأبابيلِ ارتقتْ
في جوِّ عالٍ في صفاءٍ باهرِ
ترمي بسجيلٍ وكورَ المعتدي
قدْ شتتْهم بَعد حَرْبٍ كاشرِ
فالنصرُ تصنعهُ السرايا كلها
ما أروع النصرَ َبنور النائر!
رغم القصيف المر من طيرانهمْ
وحماقة في قتل شعبٍ صابرٍ
ورغم تدميرٍ المشافي كلها
من بعد تنكيلٍ وهدمٍ غادرِ
تلك حماقتهم وهذا حقدهُمْ
في صفحةِ العهدِ القديمِ الغابرِ
لكن صمودَ الشعبِ أخرس جيشهم
فالشعبُ أرهبهم بردٍّ صاخرِ
هذا هو الطوفان اغرقهم معاً
طوفان شعبي في ضجيجٍ هادر
ذي غزة بشبابها فرسانها
رفعوا الرؤوس في صفاءٍ طاهرِ
بَلْ علّموا المليار درساً ناصعا
في كلِّ قطرٍ في نضالٍ عامرِ
بلْ كلنا نمضي
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على