فراغ حياة وتجربة ناصرية

يمنات
جلال احمد الشيباني
أن تصنع من الفراغ عمل وأمل فذلك ليس شيئا سهلا.
أن تتكيف مع الفراغ مجبرا وتعيش في هذه السن بدون عمل فتلك قصة حزينة يجب أن تتعايش معها وتعقد معها اتفاقية سلام دائم.
قالوا زمان من لا يتكيف يموت …
أن تعيش بطريقتك ومع نفسك ، مع كتبك ، مع فيروز الصباح ، مع ليل أم كلثوم ونهار ايوب طارش فتلك ايضا قصص يجب أن تكتب بحبر اسود وربما بحبر احمر.
تأخذك هذه الأشياء الى عالم آخر من عوالم الحياة لكنه الفراغ ايضا الذي يشبه الموت ، فقط علينا البحث عن حياة وسلام وخيال وصبر وحكمة.
أن تقطع شوارع مدينة حزينة سيرا على الأقدام متخيلا انك تسير في شارع من شوارع باريس او لندن او مدريد او حتى في الحسين في القاهرة فذلك آمر اكثر صعوبة وخيال خصب اكثر مما تتخيلون.
رغم ما تشاهده هنا في هذه الشوارع من غبار وضجيج وفوضى ووسخ وقمامة وفقراء ومجانين واشياء آخرى تجدها امامك ، لكنك يجب أن تسرح بخيالك في بعيد البعيد من أجل الحب والحياة.
قليل القليل من الاصدقاء ، واسرة تمدك بالحب والسعادة والحياة ، وصلاة تمنحك الطمانينة مهما كانت قناعاتك الشخصية تخلق في داخلك سلام داخلي وخارجي ايضا.
تحاول هنا ايضا أن تخلق جوا خاصا بك في مدينة تهتم بمقاييل القات والطيرمانات اكثر من شوارعها المحفورة والمكسرة المزدحمة بالفقراء ، وحدائقها المليئة بالمخزنين وغبارها المتعب للصدر ، ونساءها الباحثات عن هواء نقي وامكنة هادئة ، ومسارحها الغائبة ، وملاعبها المهجورة ، وروحها الحزينة والمتعبة ، ومقاهيها المزدحمة بزبائن الخمير وخبز الطاوة وكثير من الشحاتين والبؤساء حول الجالسين ونظرات تجعلك حزينا.
صباحا عليك أن تؤمن بالتجربة الناصرية، وانت تصل إلى مكان الرجل السبعيني احمد عبده سيف محسن العريقي وهو يعمل خلف درج مقهى الدملؤة يعاني من برد وريح تشريني صباحي يتسلل الى مفاصله المنهكة بعد أن كان استاذا جامعيا في معهد الشوكاني.
تقول في قرارة نفسك كل
ارسال الخبر الى: