بين غواية الخوارزميات ومأزق القيم العربية

66 مشاهدة

يبدو أنّ منصات الذكاء الاصطناعي مهما تَزيّت بزيّ العقلانية والمحايدة، فما برحت تعكس (بقصد أو من غير قصد) الأيديولوجية التي لُقِّنَتْها، وكأنها تقوم بإعادة تدوير قيم ثقافية معينة وتنميطها بصورة على أنّها كليات كونية، وإعادة إملائها على بلدان لم تُتحْ لها الفرصة للتعبير عن ثقافتها في البيئات الرقمية. وهنا نقف مليّاً لنفكّر كم نحن بحاجة لمساءلة الذكاء الاصطناعي ليس على المستوى التقني فقط؛ لأنه لم يعد موضوع الثقافات، وإنما فاعلاً بارزاً لها، إلى درجة أنّه صار يقرّر من تُضربُ عليه التهلكةُ ومن تُكتبُ له النجاة، ويمكن أن يتجلّى هذا الدور بما يسمّى معضلة العَرَبَة.

بدأت معضلة العربة كنظريةٍ فلسفيةٍ أخلاقيةٍ تَسبحُ في عالم الميتافيزيقيا، تقومُ على تمحيص واختبار المبادئ الأخلاقية التي تحكم القرارات البشرية في المواقف الحرجة (التّراجِيدِيّة) المتعلّقة بتضحية روح بشريّة مقابل الحفاظ على روح أخرى أو مجموعة من الأرواح، ويمكن التمثيل لهذه المعضلة بعربة قطار لا يمكن إيقافها، وهي تسير نحو ثلاثة أشخاص مربوطين على السكة لا يمكنهم التحرّك، وأنت تقف بجانب الدَفة التي ما إن سحبتها حتى غيّرت مسار القطار إلى سكة أخرى مربوط عليها شخص واحد. وهنا تثور المعضلة الأخلاقية الكبرى؛ هل من الأخلاق أن تدع القطار يقتل الثلاثة؟ أم إنك تغيّر مساره لقتلِ شخصٍ واحد خير من ثلاثة؟ أم إنك تمتنع؟

لربما، وإلى وقت من الأوقات، كانت هذه المعضلة حبيسة الخيال والتدرّب العقلي، إلا أنها لوهلة واحدة قفزت من عالم الميتافيزيقيا إلى فيزيقيا العالم الحسي، عبر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي كالمركبات ذاتيّة القيادة حينما تواجه قرارات تراجيدية.

قَوَّلت منصات الذكاء الاصطناعي سواء (الشرقية أم الغربية)، ثقافتنا الإسلامية والعربية ما لم تقل، ونسبت إليها ما لم تتبنَّهُ

وقد أفادت التجارب التي أُسقطت على بعض منصّات الذكاء الاصطناعي التي تُجسّد خلفيات ثقافية متباينة، عندما طُلب منها المفاضلة القسرية الافتراضية بين دهس (طفل صغير) أو (عجوز طاعن في السن)، ليُرى كيف تتفاعل هذه المنصّات في سياق الاختبار الأخلاقي، أيّهما ستدهس المركبة ذاتية القيادة، فَكَشَفتِ التجربةُ المستورَ، حيث وُجدَ أنّ

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح