غزة حكاية البقاء ونور المقاومة
حين تصمت المدافع، لا يعني ذلك أن الحرب انتهت؛ فالصمت نفسه يصبح امتداداً للضجيج الذي سبقه، والهواء الذي يملأ الرئتين بعد عامين من الدخان لا يُشبه الهواء الطبيعي، بل يحمل في ذراته رائحة البارود ورهبة النجاة. فالدخان العالق في السماء لا يزال يكتب أسماء الشهداء على الغيوم، والبحر الذي ابتلع صرخات الأطفال لم يهدأ بعد، موجه يئنّ كأن الموج نفسه صار مقبرةً مفتوحة.
كما كتب الشاعر الفلسطيني محمود درويش
الصورة alt="محمود درويش"/> محمود درويش شاعر فلسطيني، ومن أبرز الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. شارك في كتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر، وكان عضوًا بالمجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستقال من المنظمة عام 1933. ذات مرة: ستنتهي الحرب ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل. لا أعلم من باع الوطن، ولكنني رأيتُ من دفع الثمن.لكن هناك لحظات تشبه المعجزة: حين يتنفس الناس للمرة الأولى بلا خوف، حين يخرج الضوء من بين الركام كأنه يطلب الغفران من الأحياء الذين نجوا صدفةً من الإبادة.
اليوم، بعد سبعمائة وأربعة وثلاثين يوماً من النار والحصار والإبادة الجماعية في غزة، وُقّع السلام على أطراف الذاكرة لا على الورق، لأن السلام الحقيقي لا يُكتب بين الدول، بل بين الموت والحياة، بين الإنسان وحقه في أن يعيش دون قيدٍ أو تهديد.
اليوم وُقّع السلام على أطراف الذاكرة لا على الورق، لأن السلام الحقيقي لا يُكتب بين الدول، بل بين الموت والحياة
غزة، التي حوصرت حتى في أنفاسها، أدركت أن البقاء نفسه فعل مقاومة، وأن النهوض من تحت الأنقاض هو أبلغ ردٍّ على آلة الفناء التي أرادت تحويلها إلى فكرةٍ من الماضي. يقول الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو في هذا الصدد: البقاء بعد الكارثة ليس صدفة، بل شكل من أشكال البطولة.
في تلك المدينة التي صارت مرادفاً للعناد والصمود والمقاومة الإنسانية، يخرج الأطفال من
ارسال الخبر الى: