غروب حفلة تنكرية لياسين هواري

99 مشاهدة

تكشف مسرحية غروب من تأليف وإخراج ياسين هواري التي حظيت بالدعم المخصص للفرق المسرحية المغربية في دورتها الأولى، عن بناء بصري وصوتي متداخل. تتحول فيه السينوغرافيا إلى رموز تضيء الموضوعات وتكشف هواجس الشخصيات، من حامل الميكروفون الشبيه بفروع الشجرة والذي يتحوّل إلى منصة مونولوغ داخلي للشخصيات، إلى الدرجات البيضاء العريضة التي تشبه مدارج معبد لإضاءة الدراما الداخلية، وصولاً إلى الموسيقى والغناء ولعبة الأضواء مع الخلفيات الرقمية أو شاشات العرض التي ترسم أفقاً حلمياً موازياً.

يمثل موضوع المسرحية في عرضها ما قبل الأول، على خشبة مسرح المنصور في الرباط الأسبوع الماضي، مرآة عاكسة لقيم مجتمع يتبدّل، ولظروف اجتماعية آخذة في التعقيد. فبين المباشرة واللغة الشعرية، الرمزية والإيماءات الراقصة، إضافة إلى توظيف تقنية كسر الجدار الرابع، عبّرت الشخصيات عن واقع يشبه الدائرة المغلقة؛ تتحرك فيه دون أن تجد مخرجاً، أو ملجأ أو إلهاماً ينقذها من ورطتها المستحكمة.

لا تجد الشخصيات مخرجاً أو إلهاماً ينقذها من ورطتها المستحكمة

تظهر خولة خريجة علوم الحياة والأرض شخصية مركزية (أدت دورها حنان العلام)، تتحرّك مع أوّل إضاءة بخفة على الركح منطلقة بطاقة الحياة والأمل. غير أن هذه الحيوية سرعان ما تتلاشى عند مواجهتها المعقدة لحب يبدأ برفض الأهل، ثم يستمر في قلق إلى أن ينتهي بخيبة أمل بعد الزواج، وبذرة في البطن تكبر مع خوف من مستقبل مجهول، إذ تنكشف حقيقة حبيبها عادل المناضل المزيف الذي امتهن الكتابة الصحافية ليس إيماناً بما يكتبه من مواضيع تتسم بالجرأة السياسية الخطرة ضدّ النظام، بل تجنباً للفقر وطلباً للاغتناء والشهرة؛ إنه نموذج لشخصية أنانية أفرزها مجتمع مادي تفككت فيه المبادئ وتغيرت فيه المواقف. تُقدّم شخصية عادل (أدى دوره وليد المعروفي) موضوعاً مُعقداً تلتبس فيه الحقائق بالأكاذيب، فيشعر ذلك المتفرج بأنه في حفلة من الأقنعة والالتباسات الخادعة؛ تأخذ فيها الأضواء والخلفيات الرقمية دور النّص الموازي لإضاءة فكرة ما، برمز أو شذرة أو قصة مصورة.

على الهامش تلازم مريم خولة مثل ظلها، تحمل حُباً مكتوماً ليعقوب، وجودها على الركح أقرب إلى

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح