لغز في غرفة الإسعاف كيف كشف طبيب يمني عن إصابة شاب بالسل بعد 20 عاما من وفاة والدته بالمرض ذاته

في قصة طبية مثيرة تؤكد على أهمية التاريخ المرضي الدقيق للعائلة ودور الحدس الطبي المدروس، تمكن طبيب من حل لغز تشخيصي معقد لإصابة شاب في الرابعة والعشرين من عمره بالسل الجنبي، بعد أن ظلت جميع الفحوصات المخبرية والتشخيصية المتقدمة سلبية.
كان المفتاح الحاسم لكشف هذا الخفي معلومة منسية عن وفاة والدته بالسل قبل عقدين من الزمان.
تفاصيل القصة الطبية المعقدة
روى الدكتور وهاج المقطري تفاصيل هذه الحالة التي وصفها بـالغريبة، موضحاً أن شاباً يبلغ من العمر 24 عاماً قدم إليه بعد رحلة من المعاناة والألم الذي بدأ كألم عضلي بسيط في جانب الصدر الأيمن.
ووفقاً لما نشره الدكتور المقطري، فإن الشاب ظن في البداية أن الألم لا يعدو كونه مجرد إرهاق عضلي، لكنه فوجئ بتصاعد حدته مع مرور الأيام، ليصاحبه ضيق شديد في التنفس، ما اضطره للتوجه إلى أحد المستشفيات.
أظهرت الأشعة السينية وجود تجمع كبير للسوائل في الغشاء الجنبي للرئة اليمنى، فتم ترقيده فوراً وسحب السائل منه، مع وصف مضادات حيوية واسعة الطيف. تحسنت الحالة بشكل مؤقت، لكن الأمل لم يدم طويلاً؛ فبعد أسبوع واحد فقط، عاد الألم وضيق النفس ليهاجم الشاب من جديد، وأظهرت الأشعة عودة السوائل إلى صدره.
عندما طُلب منه إعادة سحب عينة أخرى، رفض الشاب وقرر استشارة طبيب آخر، وهو ما أوصله إلى عيادة الدكتور وهاج المقطري، حيث بدأ الفصل الأكثر تعقيداً في القصة.
الفحوصات السلبية والمفاجأة الصادمة
أمام طبيب سليم لا يعاني من أي من الأعراض الكلاسيكية المعروفة للسل، مثل السعال المستمر أو الحمى أو التعرق الليلي، بدأت رحلة من الاستقصاءات الطبية. لكن النتائج كانت أكثر إرباكاً؛ فجاءت فحوصات السل الأساسية، بما في ذلك اختبار مانتو (Mantoux) وفحص كوانتفيرون (QFT) وحتى فحص PCR الحساس، كلها سلبية. كما لم يُظهر تحليل السائل الجنبي المسحوب أي وجود للبكتيريا المسببة للسل أو حتى أي خلايا سرطانية.
يقول الدكتور المقطري: شاب سليم، ونتائج فحوصاته كلها سلبية. كان الأمر غريباً حقاً.
خلال نقاشه مع المريض، سأله الدكتور عن
ارسال الخبر الى: