غرباء يترددون على حي البتاوين القديم وسط بغداد ما القصة
٢٨ مشاهدة
تؤكد مصادر محلية من حي البتاوين القديم وسط العاصمة العراقية بغداد أن الحملة الأمنية التي شهدها الحي خلال الأسابيع الماضية لملاحقة المطلوبين وتفكيك شبكات تجارة المخدرات والجريمة المنظمة أعقبها دخول الكثير من الغرباء من جنسيات غير عراقية إلى البتاوين برفقة قوات الأمن ودخلوا إلى منازل قديمة ومهجورة يعود تاريخها إلى بداية القرن الماضي جزء كبير منها يعود ليهود عراقيين ممن تم اسقاط الجنسية عنهم إثر مغادرتهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة خمسينيات القرن الماضي البتاوين ملاذ للخارجين على القانون وأطلقت وزارة الداخلية العراقية الشهر الماضي حملة أمنية واسعة في حي البتاوين وسط بغداد بمشاركة مئات الضباط من أفرادها تهدف إلى ملاحقة المطلوبين حيث إن الحي الضارب بالقدم تحول خلال العقدين الماضيين إلى رقعة تحتوي على الهاربين من الأحكام القضائية ومسكن للعصابات المتاجرة بالمخدرات والأعضاء البشرية بالإضافة إلى عصابات التسول ومنازل الدعارة ومحال لصناعة المشروبات الكحولية المغشوشة وممارسات أخرى تعتبرها السلطات العراقية خروجا على القانون واستمرت العملية لأكثر من أسبوعين بعدها أعلنت الوزارة أنها نظفت المنطقة وألقت القبض على شبكات للدعارة والمخدرات ومخالفين للإقامة وعصابات للاتجار بالبشر ومكاتب طبية ومذاخر غير مجازة حيث تمكنت السلطات الأمنية العراقية في اليوم الأول للعملية من ضبط 207 مخالفين بمواد مختلفة وأسلحة كبيرة فيما اعتبرت أن البتاوين بؤرة وملاذ آمن لمختلف أنواع الجريمة والخطر وحتى نهاية العملية أعلنت وزارة الداخلية أن العدد النهائي تجاوز 300 معتقل بتهم مختلفة انتشار أمني في حي البتاوين كما ألقت الأجهزة الشرطية القبض على مدانين بارتكاب جرائم في محافظات أخرى وفروا إلى هذا الحي كملاذ آمن لهم كما عثرت قوات الأمن على أسلحة وبنادق غير مرخصة ومكاتب تحويل العملات تديرها أوساط الجريمة المنظمة في الحي مع إغلاق كازينوهات غير قانونية وغرف مخصصة للعبة البلاك جاك والروليت وهي أنشطة محظورة في العراق وتحدث عدد من سكان المنطقة رافضين الإشارة لأسمائهم عن أن الأيام التي أغلقت فيها منافذ ومداخل حي البتاوين شهدت انتشارا أمنيا واسعا وقد جرى مسح شامل للمنطقة في عملية هي الأولى والأكبر من نوعها في الحي منذ عام 2003 وقد أسفرت عن اعتقال مئات من المتهمين بقضايا متفرقة منهم عراقيون وآخرون عرب وآسيويون من بلدان مختلفة موضحين لـالعربي الجديد أن الأهالي وأصحاب المحال لاحظوا بعد الحملة دخول أشخاص لا يبدو عليهم أنهم عراقيون من ملابسهم وأشكالهم برفقة قوات الأمن ودخلوا منازل مهجورة بالحي وتفقدوها والتقطوا صورا لها ثم خرجوا منها وبعدها تم إغلاقها من قبل الأمن ومنع الدخول لها كما قال أحدهم لـالعربي الجديد وهو يعمل في ورشة لتصليح السيارات إن أشخاصا أجانب دخلوا منزلا قريبا من محل عملي ويبدو أنهم ليسوا عربا وكان يحملون أوراقا لا نعرف ما هي ولم نجرؤ على الحديث معهم مع العلم أن المنازل التي دخلوها مهجورة منذ عقود وكنا قد سمعنا أنها تعود لأسر يهودية تركتها في الخمسينيات وغادرت العراق إلى الكيان الصهيوني مبينا أن هؤلاء الأشخاص لم يبقوا في المنازل هذه فقد خرجوا منها بعد دقائق ورحلوا وحدث ذلك خلال وبعد أيام الحملة الأمنية في البتاوين وفسر مراقبون أن الحملة الأمنية في البتاوين ودخول الأجانب إليها جاءت ضمن خطة الحكومة لإنهاء مسألة نزاعات الملكية وأزمة الاستيلاء على العقارات التي شهدها العراق بعد عام 2003 إبان الغزو الأميركي للبلاد حيث اكتشفت وزارة الداخلية العراقية عقارات مغتصبة فيما دعت أصحابها الأصليين للمراجعة وذكرت الوزارة في بيان أنه بهدف اتخاذ الإجراءات القانونية وإرجاع الحقوق إلى أصحابها تدعو الوزارة من اغتصب منه داره أو أحد أملاكه ضمن هذه المنطقة لمراجعة مركز شرطة السعدون مع جلب الأوراق أو الأدلة الثبوتية لكي تعمل الجهات المختصة بالتعاون والتنسيق مع الجهات القضائية على إرجاع حقوقه المسلوبة ووضعت الدولة العراقية في خمسينيات القرن الماضي اليد على أملاك العراقيين اليهود بعد مغادرتهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة واعتبرتها مصادرة كما قررت اسقاط الجنسية العراقية عنهم المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد مقداد الموسوي قال لـالعربي الجديد إن وزارة الداخلية غير معنية بأملاك العراقيين التي استولت عليها عصابات وجماعات خارجة عن القانون في منطقة البتاوين لكننا أعلنا عن فسح المجال أمام من يملك عقارات مغتصبة في حي البتاوين لمراجعة ألأشرطة لأجل ترويج الملف إلى القضاء نافيا وجود أي أشخاص أجانب زاروا البتاوين أثناء عملية تفتيشها وملاحقة المتهمين واصفا بعض المقاطع المصورة المتداولة في هذا السياق بأنها قديمة وبحسب عضو سابق في مجلس النواب العراقي فإن أشخاصا من يهود العراق يدخلون إلى البلاد بجوازات أوروبية ويتجولون دون أن يعرفهم أحد وقد يكون من تم رصدهم مؤخرا من هؤلاء في حي البتاوين بعد استعادة الأمن العراقي السيطرة على المنطقة وتأمينها من العصابات والخارجين عن القانون وتحدث لـالعربي الجديد بشرط عدم ذكر اسمه أن معظم يهود العراق الذين يعيشون في الكيان الإسرائيلي أو في دول أوروبية أخرى يملكون جوازات أخرى إلى جانب الجواز الإسرائيلي وهم يدخلون إلى العراق وإلى المناطق التي تعود أصولهم إليها ثم يغادرون دون أي نشاطات أمنية أو سياسية وهم يدعون أن لديهم أملاكا وعقارات في بغداد والبصرة وبابل ومناطق أخرى لكنهم لا يستطيعون المطالبة بها لأنهم باتوا بلا حقوق بعد إسقاط الجنسية عنهم وبحسب القانون رقم 1 لعام 1950 والقانون رقم 12 لعام 1951 فإن يهودا انتزعت عنهم الجنسية العراقية وتمت السيطرة على أملاكهم وأموالهم وفي عام 2006 عدل قانون الجنسية العراقية وينص القانون الجديد على حق استعادة الجنسية للعراقيين الذين فقدوا جنسيتهم نتيجة عوامل سياسية أو عرقية أو طائفية لكن المادة 17 2 من هذا القانون تستبعد اليهود من هذا الإجراء وما زال القانون العراقي يتضمن عقوبة الإعدام على من يدان بـالترويج للصهيونية مع حظر الترويج للتطبيع وفي ذلك تأييد شعبي كبير