علاقتنا بالكائنات الأخرى

55 مشاهدة

في أحد الأيّام الماضية، نجت بقرة من الموت، إذ تمكّنت، في لحظة هلع، من القفز فوق حاجز معدنيّ في أحد مسالخ سويسرا. أنقذتها إرادتها في البقاء، وكانت منذورة للذبح مثل سائر الحيوانات من أبناء جنسها، غير أنها أُفلتت من هذا المصير. ما قامت به أثار دهشة العاملين في المسلخ، فقرّروا، حرصاً على حياتها، أن يعفوا عنها، ونقلوها إلى ملجأ غنادنهوف بابيون، المخصّص لحماية الحيوانات المعذّبة أو المهدّدة. هي التي أُطلِقَ عليها اسم تيلدا، تعيش اليوم حرّة طليقة، أمّا بقيّة الأبقار، وإن قاومت وقفزت مثلها فوق الحاجز، فلن يرأف بها أحد بالطبع. تيلدا كانت الاستثناء الذي لا يتكرّر.

ويُقَدَّر عدد الحيوانات التي تُذبح يوميّاً على المستوى العالمي بعدّة مليارات عندما نحصي الكائنات البحريّة، وبمئات الملايين فقط إذا حصرنا العدّ في الحيوانات البرّيّة.

ثمّة في أنحاء العالم، كما الحال في مطاعم مخصّصة للمأكولات البحرية في شرق آسيا، حيوانات لا تزال تُطهى وهي حيّة. وبعضها الآخر يُؤكَل وجهازه العصبيّ ما زال نشِطاً. في مناطق من الصين واليابان وكوريا وفيتنام، بل وفي بعض الدول الغربيّة، تُقَطَّع الضفادع والأخطبوطات والثعابين وجراد البحر وسرطان البحر (اللوبستر)، وهي تتنفّس، لتُستخدم في أطباق يُعتقد أنها تجدّد الطاقة أو تغذّي القوّة الجنسيّة. وكذلك في أنواع من السوشي الحيّ حيث تُحضَّر الأسماك وهي تُنازع.

ظهرت الفكرة الفلسفية بأن الحيوان ليس شيئاً بل كائن يعي الألم

في الأزمنة البدائية والزراعية الأولى، لم يكن ليُطرَح السؤال حول أكل الحيوان، لأنّ الإنسان كان يرى نفسه جزءاً من دورة الطبيعة: يصطاد ليعيش، تماماً كما تفعل الحيوانات المفترسة. وقد شهدت بعض الحضارات والأديان طقوساً مقدّسة للذبح. وثمّة فلاسفة، كأفلاطون، طرحوا فكرة مفادها أنّ للحيوان روحاً وأن قتله يُخلّ بتوازن الكون. في زمن لاحق، قال الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي: لقد امتنعتُ منذ صغري عن أكل اللحم، وسيأتي وقت ينظر فيه الناس إلى قتل الحيوانات كما ينظرون الآن إلى قتل البشر. بعد أكثر من خمسة قرون على هذا الكلام، روى الكاتب الأرجنتيني بورخيس أنّه حين كان

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح