عصابات الجباية سرطان ينهش جسد الدولة ومواطن يذبح في سوق النخاسة
40 مشاهدة

صدى الساحل - كتب: عبدالإله الشرجبي
آن للحكومة أن تضع حدًّا نهائيًا لهذه المسرحية العبثية المسماة “جبايات”،على امتداد قارعة الطرق ومداخل المداخل والأسواق
قبل أن تتحول إلى سرطان يلتهم ما تبقى من جسد الدولة، ويستنزف دم المواطن حتى آخر قطرة. فكل ريال يُنتزع على قارعة الطريق لا يذهب إلى الخزينة العامة، بل يتحول فورًا إلى زيادة فوق السلعة والبضاعة، تثقل كاهل المواطن الغلبان الذي لم يعد يرى في هذا الوطن إلا طوابير الانتظار، وارتفاع الأسعار، وجشع التجار، وغياب الضمير، وجبابات مختلفة الألوان هنا وهناك ليس لها علاقة بالدولة أو النظام والقانون
المطلوب اليوم ليس مجرد شعارات إصلاحية، بل إقرار رسوم محددة وثابتة على النقاط بين المحافظات،ومداخل المدن الرئيسيه تُعلن للناس بوضوح، وتُحصَّل بآلية محكمة، وتُورَّد مباشرة إلى البنك المركزي تحت إشراف وزارة المالية، وبسندات رسمية مختومة لا يطالها عبث ولا يقترب منها فساد.
ولإغلاق أبواب التلاعب، يجب إنشاء مراكز رقابية ثابتة على الطرق، تقوم بمطابقة السندات مع حركة الشحن، بحيث يحمل السائق أصل السند، وتُسلَّم نسخ رسمية لهذه المراكز، فيتحقق المواطن والدولة معًا أن كل ريال دفعه ذهب حيث يجب أن يذهب.
إن ترك هذه الأموال تتسرب إلى أيدي النافذين هو تمويل مباشر للجريمة المنظمة، وإقرار صريح بأن الفساد أقوى من القانون، ورسالة مهينة لكل مواطن بأن الدولة غائبة، والبلطجة هي الحاكم الفعلي للطرق. هذه الجبايات لا تموّل التنمية ولا تبني المدارس ولا تصلح المستشفيات، بل تذهب لتضخم أرصدة قلة قليلة من تجار النفوذ ومسؤولي الصدفة، بينما يبقى المواطن بين فكَّي كماشة: تاجر عديم الضمير ومسؤول بلا قيم.
لا دولة تُبنى على الابتزاز، ولا وطن ينهض بجيوب الفاسدين. الإصلاح يبدأ من هنا، من وقف هذا النزيف المالي، وكسر شوكة عصابات الجباية، واستعادة سلطة القانون وهيبة الدولة. عندها فقط سيدرك المواطن أن ما يدفعه ليس ثمنًا لذل الطريق، بل مساهمة في بناء وطنٍ يحترم كرامته ولقمة عيشه.
إن كل ريال يُنتزع من المواطن على قارعة الطريق ليس مجرد أموال تُهدر، بل
ارسال الخبر الى: