متابعات..|

في ضربة غير مسبوقة للهيبة العسكرية الأمريكية، كشفت الكاتبة الأمريكية إيفلين هارت عن تكبّد البحرية الأمريكية خسائر فادحة خلال مهمتها الأخيرة في البحر الأحمر، على رأسها سقوط ثلاث طائرات حربية متطورة من طراز F/A-18 Super Hornet، تقدّر قيمتها بنحو 180 مليون دولار.

وجاء في مقال نُشر على أن عودة حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان“ إلى قاعدتها في فرجينيا، بعد ثمانية أشهر من العمليات، كشفت حجم الإخفاقات الاستراتيجية والفنية التي واجهتها البحرية الأمريكية في المنطقة.

ورغم تنفيذ أكثر من 11 ألف طلعة جوية هجومية في اليمن والصومال، واستخدام أكثر من مليون رطل من الذخائر، أشارت الكاتبة إلى أن فعالية الردع الأمريكي باتت موضع شك، في ظل استمرار القوات المسلحة اليمنية في فرض حظر على الملاحة الصهيونية عبر مضيق باب المندب، مما أجبر السفن التجارية على تغيير مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح.

ووصفت هارت هذا التطور بأنه “أول كسر حقيقي لهيبة البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية”، مؤكدةً أن المواجهة كشفت عن مشاكل هيكلية في التدريب والصيانة والقيادة داخل الأسطول الأمريكي، الأمر الذي دفع وزارة الدفاع إلى فتح تحقيق شامل يشمل مراجعة بروتوكولات السلامة وعمليات مناولة الطائرات والتواصل القيادي.

ونقلت الكاتبة عن الأدميرال كريستوفر غرادي، رئيس العمليات البحرية، قوله إن “ما حدث لا يعكس معايير التميز التي نتوقعها من أسطولنا”، في إشارة إلى الإخفاق في احتواء التهديدات غير التقليدية في البحر الأحمر.

كما خلُص المقال إلى أن هذه التجربة القاسية قد تعيد رسم مستقبل الاستراتيجية البحرية الأمريكية، وربما تدفع نحو إعادة تقييم دور حاملات الطائرات في الحروب الحديثة، خاصة في ظل تصاعد التهديدات غير المتكافئة التي تفرضها جماعات مسلحة مثل القوات اليمنية.