بالفعل لم تتأثر العلاقات العربية الإسرائيلية وصدقت نبوءة وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات رغم الحرب على غزة وقتل 37551 فلسطينيا أغلبيتهم من الأطفال والنساء وتهديم البنى والمنازل والمرافق منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر تشرين الأول العام الماضي إذ يبدو أن ثقة الوزير الإسرائيلي التي عبر عنها في فبراير شباط العام الجاري من دولة الإمارات خلال المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية مستمدة من أشياء نصت عليها اتفاقات أبراهام ولم تعلن أو يصرح عنها منحت الوزير الثقة ليقول يدرك الزعماء أن لدينا الهدف ذاته والأمور مستقرة ليبدو الأمر بعد شلال الدماء المستمر بالأراضي المحتلة منذ 260 يوما أبعد من إقامة علاقات طبيعية أو المشاركة في الأنشطة والمبادرات والمشاريع كما نفهم من التطبيع بل ثمة اتفاق وتوافق على قتل فكرة الصمود أو التطلع لتحرير المغتصبات وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وصولا لحالة خنوع وتسليم دفة قيادة المنطقة بأسرها لنتوء مصطنع رغم العرية التي تكسوه منذ طوفان الأقصى ولم تبق على مزاعم تفوقه أي ورقة توت ولعل من أسرار ومماسك باتفاقات نهاية 2020 وما سمي مسار صفقة القرن ثبتتها قمة النقب بعد عامين في مارس آذار 2022 مكنت الكيان الإسرائيلي من مصر والمغرب والبحرين والإمارات أمنيا واقتصاديا بحيث لا تفككه الدماء العربية أو حتى توسع الحرب على جنوبي لبنان أو أكثر ولعل باستمرار خنق الفلسطينيين وإغلاق المعابر ووقف حتى إكسير البقاء مؤشر وبزيادة التبادل التجاري مع دول اتفاقات أبراهام دليل والقادم من تعرية إن توسعت جغرافيا الحرب ربما أعظم قصارى القول بالوقت الذي صعدت دول بالقارات الخمس علاقاتها مع إسرائيل سواء بقطع العلاقات الدبلوماسية أو بوقف التبادل التجاري من أميركا اللاتينية كوبا وفنزويلا وبوليفيا مرورا ببعض الجامعات والشركات الأوروبية بعد الحركة الطلابية وصولا لأفريقيا تشاد ومالي والنيجر وجنوب أفريقيا وما بينهما كتركيا التي أوقفت التبادل التجاري رأينا دولا عربية تزيد من تجارتها مع الكيان المحتل وإلى أكثر مما كانت عليه قبل الحرب والإبادة المستمرة منذ ثمانية أشهر على قطاع غزة إذ تكشف مصادر إحصائية منها موقع Middle East Eye البريطاني أن الصادرات من عدة دول عربية مصر والأردن والإمارات للاحتلال الإسرائيلي قد تضاعفت خلال عام 2024 وهو ما أكده مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي بكشفه تضاعف الصادرات المصرية إلى إسرائيل مقارنة بالعام السابق بعد أن تعدت 25 مليون دولار في مايو أيار الفائت والحال عينه بالنسبة لصادرات الإمارات إلى إسرائيل والتي ارتفعت أيضا إلى 242 مليون دولار في مايو أيار 2024 مقارنة بـ238 5 مليون دولار في مايو أيار 2023 ولم تشذ الأردن عن القاعدة بل واصلت الصادرات الأردنية إلى إسرائيل ارتفاعها في عام 2024 لتصل إلى 35 7 مليون دولار في مايو أيار 2024 مقارنة بـ32 3 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي ولو أن لدى السودان ما تصدره لربما تفوقت على شقيقاتها بالعروبة وأمدت تل أبيب بما تحتاج بعد الذي رأيناه من هروب شركات عالمية وتراجع الإنتاج وزيادة الخسائر بشتى القطاعات الاقتصادية لدى إسرائيل نهاية القول لم يمر الاقتصاد الإسرائيلي بهذه الخسائر المستمرة جراء الحرب على غزة منذ تأسيس الكيان ربما فأن تتعاظم الديون الخارجية إلى 67 إلى الناتج الإجمالي ويبدأ تراجع الاحتياطي الأجنبي إلى أكثر من 42 إلى الناتج وتحاصر من الدول البعيدة الحريصة على العدالة وإنصاف الفلسطينيين بل وتقطع دول علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية فترتفع الأسعار وتختل الأسواق لنرى بالآن نفسه بني يعرب يزيدون التبادل التجاري وطرق مد الكيان بما يحتاج ليوغل بالقتل والتجويع والإبادة بالوقت الذي تتعاظم خلاله المجاعة بغزة بمساعدة الجوار وأرباب المعابر فلذلك تفسير لا ثاني له نعم عرب ولا نخجل