26عاما من الشاي والقهوة حكاية رجل ستيني يعمل ليبقى أهله على قيد الحياة

45 مشاهدة

عند الفجر، حين لا يزال الليل يضمد آخر جراحه، ينهض الحاج أحمد دبوان حسن، ابن ال 60عامًا، من فراشه في غرفة الصغيرة جعل منها مقهى للشاهي والقهوة استأجرها في سوق الخضار والفواكه بمدينة الشيخ عثمان بعدن.
يمد يده المرتجفة قليلًا نحو إبريق الماء، يغسل وجهه، ويتهيأ ليوم جديد يشبه سابقه، كأنه يعيد تكرار الشريط ذاته منذ 26 عامًا. يفتح أبواب مقهاه قبل أن تستيقظ المدينة تمامًا، يمشي ببطء طاولات مقهاه المتواضع، ذاك الذي صار يشبهه في البساطة والهدوء والصبر.
الحاج أحمد، القادم من محافظة تعز – شرعب الرونة، لم يحصل يومًا على وظيفة حكومية، ولم يملك رأس مال يمنحه انطلاقة كبيرة. لكنه امتلك شيئًا ظل أثمن من كل ذلك: قلبًا يعرف معنى المسؤولية ويدًا لا تتوقف عن العمل ما دام في العمر بقية. ومن أجل أسرته الكبيرة، قرر أن يطرق أبواب الرزق البسيطة، فكان المقهى الصغير هو نافذته نحو الحياة.
في زاوية سوق السوق المزدحم بالمارة، يقف مقهاه: باب خشبي قديم، طاولة من الخشب، ابريق شاي ( كتلي) اسود من كثرة الاستخدام، رائحة القهوة السمراء التي تملأ المكان دفئًا لا يتناسب مع ضيق المساحة. حين يفتح أحمد باب المقهى مع أول خيط ضوء، يبدو كأنما يفتح صدره للرزق، وللأمل، وللغد الذي ينتظره خارج حدود تعبه.
يقول أحمد وهو ينظر إلى أبريق الشاي:لا كسبان ولا خسران… هكذا هو الحال. نعيش… والحمد لله.
جملة موجزة تختصر سنوات طويلة من الصبر. فهو يعمل بلا توقف كي يرسل ما يحصل عليه إلى أسرته التي تعيش في شرعب الرونة. زوجته وأطفاله الثمانية كانوا —ولا يزالون— يتكلون على ما يستخرجه من هذا المقهى الصغير: خمسة بنات وثلاثة أولاد، أكبرهم بدأ يعين الأسرة، وأصغرهم ما يزال يطرق أبواب المدرسة أحلامًا بالحياة.
ورغم أن المقهى يقدم فقط الشاي والقهوة، إلا أن رواده يشعرون وكأنهم يزورون بيتًا، لا متجرًا. فالحاج أحمد لا يقدّم المشروبات بيديه فقط، بل بروحه وتعبه وابتسامته. يعرف تفاصيل زبائنه واحدًا واحدًا؛ يسأل عن أحوالهم، يشاركهم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة المرصد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح