الفيلم القطري سعود وينه الإقناع قبل الاختفاء وبعده
من دون شك، سيكون فيلم سعّود وينه؟ حجر الأساس للسينما الروائية الطويلة في قطر، وبالضرورة سيُنسب هذا الحدث السينمائي إلى مؤسسة الدوحة للأفلام المولودة قبل 15 عاماً، إذ تربى غالبية العاملين في الحقل الفني داخل مشاريعها من مهرجانات وملتقيات وورش. في هذا السياق جاء الإيجاز الصحافي الذي انعقد ضمن مهرجان الدوحة السينمائي 2025. أخبرنا حمّود الإبراهيم، مخرج كاتب قصة الفيلم أنه إلى جانب اختيار مجموعة من أصدقائه المقرّبين منذ أكثر من 15 عاماً للتمثيل في الفيلم، أجرى أيضاً تجارب أداء لاكتشاف المواهب المتمرسة والواعدة. استغرق تطوير القصة والسيناريو نحو أربعة أشهر، تخلّلها بحث مكثّف لضمان أن يكون السياق مثيراً ويحتوي أيضاً على جانب كوميدي، لافتاً إلى أن العمل جرى تطويره بمحلية خالصة سلطت الضوء على المواهب الإبداعية في قطر، سواء أمام الكاميرا أو خلفها.
النتيجة كانت كما رأيناها في العرض السينمائي خلال المهرجان، فيلماً تشويقياً غامضاً مدته 90 دقيقة، تدور أحداثه في ليلة ماطرة داخل مزرعة نائية في قطر، حيث يعيد الشقيقان حمّود وسعّود تنفيذ خدعة سحرية من طفولتهما ورثاها عن والدهما الراحل.
يستكشف سعّود وينه؟ موضوعات الأخوّة والذنب والإيمان والخط الفاصل بين الوهم والحقيقة، في خلطة لا تتطرف إلى مستوى الدراما العنيفة، حتى تبقى عائلية الهوى، مناسبة للفئة العمرية المحددة للمشاهدة بدءاً من 13 سنة.
قبل 25 عاماً لعب الأب وولداه اللعبة التي تروج في مواقع التواصل من خلال بطانية يظهر الشخص من خلفها ثم بالخدعة، يختفي بلا أي أثر. هنا يبدأ الفيلم بدرس أبوي بسيط ليس المهم الاختفاء، بل أن تكون مقنعاً. أراد الأب أن تكون هذه اللعبة المثيرة منهجاً في فهم العالم، بأن الأهم هو ما نخلقه من واقع بديل عبر الكلام والأداء.
وحين تقفز الكاميرا ربع قرن، نكتشف أن سعّود ظل مواظباً على أداء الحياة كلها بوصفها لعبة طويلة لم تنتهِ. وبينما نضج حمّود وصار رزيناً، بدا الزمن كأنما لم يمر عليه سوى لجعله أضخم وبكرش. والسؤال الذي يطرحه الفيلم أعمق من تباين بين أخوين: ماذا
ارسال الخبر الى: