21 سبتمبر الثورة التي مدت يدها للسلم والشراكة الوطنية

62 مشاهدة

يمني برس | تقارير
في مسارات التاريخ السياسي للشعوب، قلّما تجتمع الثورة مع الحُكم، والنصر مع التسامح، والقوة مع الدعوة إلى الشراكة. فغالبًا ما تميل الثورات، بعد انتصارها، إلى فرض رؤيتها كأمر واقع، متكئة على لحظة التفوق لفرض الغلبة. لكن اليمن، في 21 سبتمبر 2014، خرج عن هذا المسار النمطي. لم تكن الثورة حينها مجرّد تمرّد عابر على سلطة فاسدة، بل كانت تعبيرًا عن نضج شعبي تراكمي، أعاد صياغة المشروع الوطني على قاعدة الاستقلال والسيادة، لا الانتقام أو التصفية.

في تلك اللحظة، انتصر الشعب، وسقطت مراكز النفوذ التقليدية، وظهرت هشاشة الدولة التي ظلت لعقود رهينة الفساد والارتهان الخارجي. ومع امتلاك الثورة زمام المبادرة، لم تسعَ إلى الإقصاء، بل بادرت إلى طرح اتفاق سياسي جامع، هو اتفاق السلم والشراكة الوطنية، بوصفه أرضية لبناء دولة تشاركية تمثل الجميع، وتُطلق مسارًا انتقاليًا جديدًا يتجاوز منطق الغلبة ويُعيد الاعتبار لإرادة اليمنيين.

غير أن هذا الاتفاق، الذي حمل في روحه مشروع دولة عادلة، لم يُكتب له أن يُنفّذ. منذ لحظة توقيعه، بدأ حصاره السياسي والإعلامي، لأن بعض القوى الداخلية المهزومة رأت فيه تهديدًا لمصالحها، فيما رأت فيه قوى خارجية — وعلى رأسها السعودية والولايات المتحدة — خطرًا على منظومة الهيمنة التي حكمت علاقتها باليمن طويلًا. وهكذا، وبدل أن يُمنح الاتفاق فرصة الحياة، حُوصِر حتى أُجهض، ليس عبر تفاوض، بل عبر عدوان عسكري مباشر استهدف ما مثّله الاتفاق من مشروع استقلال وطني، لا مجرد صيغة سياسية.

21 سبتمبر… الثورة ومشروع السلم والشراكة

في سياق تاريخي معقد، تميزت ثورة 21 سبتمبر 2014 في اليمن بكونها أكثر من مجرد انتفاضة شعبية على نظام استبدادي ومشروع فاسد، بل كانت إعلانًا شاملاً لإرادة شعب تجاوز مآسيه الطويلة وقرر أن يعيد بناء وطنه على أسس جديدة. هذه الثورة لم تكن لحظة انفجار عفوي، بل كانت تجسيدًا لوعي سياسي متقدم، وأداة لإعادة تعريف العلاقة بين الشعب والدولة، لتضع حداً لهيمنة الفساد والتدخلات الأجنبية التي استنزفت اليمن عقودًا. ومن رحم هذه الثورة خرج

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمني برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح