عبد القادري وشمس نراها بعيون مغمضة

26 مشاهدة

جُرحٌ أم شمس مُحمَرّة لحظة الغسق؟ هكذا نجدُنا نتشارك مع الناقد طارق العريس في تساؤله، ونحن نقرأ تقديمه لمعرض الفنان اللبناني عبد القادري الجديد؛ إذ كيف نُفسّر حقّاً تلك الدائرة التي يوقّع من خلالها أعمالَه وهي تلتبس علينا في حدودها بين العام والخاص؟ نقف أمام هذه الإشارة الحمراء، وهي تطلّ من بين طيّات لوحاته التجريدية، محاطةً بخيالات نحسبها أشجاراً وطيوراً وبيوتاً، لا تتطلّب رؤيتُها منّا - تمام الرؤية - سوى أن نُغلق أعيُننا، في مفارقة اختارها القادري عنواناً لمعرضه أَغمِضْ عينيك حتى تراني، المقام في غاليري تانيت ببيروت حتى 11 الشهر المُقبل.

على غرار شمس كلود مونيه التي رسمها الفنان الفرنسي في لوحته المعروفة انطباع، شروق الشمس عام 1873، ومنحت الحركة الانطباعية اسمها في معرضها الأول الذي أُقيم عقب سنتين في باريس، تنبثق شمس القادري من تجربة داخلية حفرت عميقاً في نفسية الفنّان اللبناني، وهي انفجار مرفأ بيروت قبيل مغيب شمس الرابع من أغسطس/ آب 2020، وقد تركت أثرها بجراح جسدية. هذه الدائرة الحمراء، التي نشأت من لحظة كارثية تختلط فيها نهاية اليوم بنهاية العالم، تحوّلت بالتالي إلى نقطة توقيع شخصية وعلامة جمعية على الفقد.

/>
تجاوز البصر إلى البصيرة (العربي الجديد)

رغم ذلك، سرعان ما تتجاوز لوحات صاحب معرض تحت ماكينة الخياطة (ميونخ، 2023) الحدّ الأوّلي الذي انطلقت منه، أي الانطباع والتأمّل بما هو موقف صوفيّ من الوجود، إن جاز القول، لتمتزج بحدٍّ آخر أقسى منه، وهذا الحدّ هو المُشكِّل الأساسي لرؤيته، إنه الواقع، وقد صاغه الفحم وأقلام الباستيل على الورق والقماش في قصائد قصيرة كما يُعنون سلسلةً من اللوحات أنجزها في باريس خلال السنوات الأخيرة، في محاولة لـتجاوز البصر إلى البصيرة، وفقاً للتقديم.

تجربة تأخذ بُعداً ترميمياً لما هدّمته الحروب والإبادات فينا

وإذا كان القادري قد صاغ أجزاءً من عالمه باللون والفحم والباستيل، فهو يمدّ هذا العالم أيضاً إلى النحت، عبر تماثيل البرونز الصغيرة التي تُطلّ على هيئة طيور ذهبية. هذه الطيور، بما تحمله من هشاشة، تُقارب مفاهيم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح