طلاب غزة يعودون إلى المدارس
بدأ أطفال غزة بالتدريج بالعودة إلى المدارس للمرة الأولى منذ عامين من الحرب، إذ فتحت مدرسة “الكمالية العثمانية” أبوابها في البلدة القديمة بمدينة غزة بمبادرة تطوعية نظمها معلمون نازحون بهدف ضمان استمرار التعليم للأطفال الفلسطينيين.
شهدت ساحات المدرسة تجمعات للأطفال الذين أدوا التمارين الصباحية ورددوا النشيد الوطني، وسط فرحة ممزوجة بالتحدي رغم الظروف القاسية. اليوم، يجلس الطلاب على الأرض لحضور الدروس، وفي كثير من الفصول لا تتوفر مقاعد أو تجهيزات.
وأكد مدير المدرسة أحمد السوافيري أن الواقع الحالي هو نتيجة سياسة التجهيل والحرمان التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى فرضها، مضيفًا: “بحثنا عن دافع جديد لإحياء المسيرة التعليمية في غزة”، مشددًا أن “الحلم أن يصطف الأطفال للدخول للمدرسة بدل الوقوف للحصول على الطعام والماء”.
أظهرت الصور ملصقات تحمل عبارات “الأمل رغم الألم”، بينما يقوم المعلمون بشرح الدروس للطلبة مستخدمين الموارد المتاحة ببساطة ومرونة.
من جانبها، أوضحت المعلمة مريم سكيك أن الأطفال فقدوا الكثير من التعلم خلال الحرب بسبب تدمير المدارس وشح الإمكانيات، معتبرة أن هذه المبادرة تأتي لتعويض الخسائر وبناء جيل واعٍ رغم ضعف الظروف، وقالت: “نريد أن يستعيد الطالب شغفه وحبه للتعلم، وأن نقدم له المعلومة بسلاسة قدر الإمكان”.
وكشفت الأرقام الصادرة عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن أكثر من 25 ألف طفل عادوا إلى “مساحات التعليم المؤقتة”، وحوالي 300 ألف آخرين يتلقون تعليمهم عن بعد، في ظل قلة الصفوف بسبب تحويل المنشآت إلى ملاجئ للنازحين خلال الحرب الأخيرة.
وسط استمرار ندرة المقاعد والمستلزمات، تبرز عزيمة الأطفال والمعلمين في مواصلة التعليم رغم التحديات، ويأمل الجميع في أن تتحسن الظروف قريبا وأن تعود المدارس كما كانت في خدمة الأجيال الفلسطينية.
ارسال الخبر الى: