طبيبان وممرضة أميركيون عشنا أهوال الحرب على غزة

٧٧ مشاهدة
شهد طبيبان وممرضة أميركيون أهوال الحرب على غزة في المستشفيات المعدودة التي ما زالت في الخدمة بالقطاع المحاصر علما أنهم كانوا قد ابتعثوا في مهمات قرروا إثرها تسليط الضوء على الأزمة الصحية في محاولة للضغط على بلادهم الولايات المتحدة الأميركية حليفة إسرائيل الأبرز عسكريا ودبلوماسيا ويروي هؤلاء كيف يضطر العاملون الصحيون والأطباء في قطاع غزة في بعض الأحيان إلى التوقف عن علاج مرضى أو جرحى فيموتون بسبب نقص في معدات بسيطة مثل القفازات أو الأقنعة الواقية أو الصابون ويتحدثون عن قرارات مؤلمة اتخذت أحيانا من قبيل التوقف عن معالجة صبي في السابعة من عمره مصاب بحروق خطرة بسبب نقص الضمادات ولأنه سوف يموت في كل الأحوال في السنوات الثلاثين الأخيرة قصد الطبيب الأميركي آدم حموي عددا من البلدان التي مزقتها حروب أو ضربتها كوارث طبيعية فشهد مثلا ما خلفه حصار ساراييفو 1992 1996 أو زلزال هايتي 2010 وفي حديث إلى وكالة فرانس برس يخبر الجراح إثر عودته من مهمة في مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خانيونس جنوب الشهر الماضي لم أر قط هذا العدد من الضحايا المدنيين مرضانا بغالبيتهم كانوا أطفالا دون الرابعة عشرة من العمر يذكر أن حموي كان جراحا عسكريا في صفوف الجيش الأميركي قبل أن يتقاعد ويصبح واحدا من أبرز جراحي الترميم في الولايات المتحدة الأميركية يضيف حموي البالغ من العمر 54 عاما من ولاية نيو جيرسي الأميركية أنه بغض النظر عن إقرار وقف لإطلاق النار لا بد من توفر المساعدة الإنسانية وبكميات كافية للاستجابة للطلب ويشير إلى أنه في إمكانكم التبرع بالكثير غير أن ذلك لن يجدي نفعا ما دامت الحدود لم تفتح لإدخال المساعدات ويقر حموي بأنه صار كما كثيرين من زملائه على قناعة بضرورة الضغط من أجل إنهاء الحرب وإلزام إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي من خلال السماح بإيصال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر يذكر أن إسرائيل تنكر حتى الموثق من أهوال الحرب على غزة وترفض الاتهامات التي يوجهها إليها المجتمع الدولي في هذا الخصوص منذ بداية الحرب التي شنتها على الفلسطينيين في قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 بدورها التحقت الممرضة الأميركية مونيكا جونستون المتخصصة في مجال العناية المكثفة بمهمة إنسانية في قطاع غزة هي من بورتلاند في ولاية أوريغون الأميركية وقد قدمت قوائم بالمعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة إلى كوادر في البيت الأبيض ونواب ولا تخفي الممرضة البالغة من العمر 44 عاما أن مهمتها في قطاع غزة كانت المهمة الإنسانية الأولى التي تقوم بها تقول جونستون أنا لا أتابع الأخبار ولا أشارك في أي نشاط سياسي لكنها تلقت في خريف عام 2023 رسالة إلكترونية من جمعية في حاجة إلى مساعدة فشعرت بأنه يتوجب عليها تقديم يد العون وقد توجهت إلى قطاع غزة من ضمن فريق يتألف من 19 شخصا بإدارة الجمعية الطبية الفلسطينية الأميركية ويحمل معه معدات لم تكف رغم كثرتها لمواجهة التحديات الميدانية الهائلة من نقص في الطواقم وشح في الأدوية ومنتجات النظافة الصحية الأساسية ويرتجف صوت جونستون وهي تستذكر صبيا صغيرا توقفوا عن معالجة حروقه من أجل إفساح المجال أمام علاج مرضى آخرين حظوظهم في الصمود أعلى وتتابع الممرضة الأميركية أنه بعد يومين راحت الديدان تنخر جراح الصبي فتملكني الذنب مشيرة إلى أن الطفل دفن مع ضماداته بعدما صار جسده موبوءا بالكامل في أحيان كثيرة وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة كانت عائلات بكامل أفرادها تصل إلى المستشفى بعد توقف القصف بحسب ما يخبر طبيب الطوارئ الأميركي عمار غانم من ميشيغن والبالغ من العمر 54 عاما ويشير إلى أن فتى في الثانية عشرة من عمره فقد لأيام عدة بعدما كان يتردد على المستشفى لتقديم العون مثيرا إعجاب الطاقم الصحي وعند عودته علم غانم أن ثلاثين فردا من أفراد عائلته قضوا في قصف إسرائيلي وقد توجبت عليه المساعدة في البحث عن جثثهم بين الأنقاض وقد أثار إطلاق العملية البرية في رفح عند حدود قطاع غزة الجنوبية مع مصر في مطلع مايو أيار الماضي الذعر في نفوس الطواقم الصحية في مستشفى غزة الأوروبي التي ما زالت مطبوعة بذكريات أليمة للعملية العسكرية الإسرائيلية المدمرة في شمال غزة ولا يخفي الطبيبان والممرضة الأميركيون أنهم يشعرون منذ عودتهم من قطاع غزة بشيء من الذنب تجاه المرضى والجرحى والزملاء العالقين في ما يوصف بـجحيم غزة ويردف حموي أرتاح بعض الشيء عندما أخبر عما عاينته فهذا بالقدر عينه من الأهمية مقارنة بما قمنا به هناك فرانس برس العربي الجديد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح