صورة مع التحية
لنقل إن الانتقالي قد سيطر الآن على كُـلّ المحافظات الجنوبية بنفس الطريقة تقريبًا التي سيطر فيها الأنصار بالأمس على معظم المحافظات الشمالية، وإن اختلفت البواعثُ والأسبابُ والنوايا والأهداف..
ماذا يعني هذا..؟
يعني: يُفترَضُ على أدعياء الشرعية الذين قالوا عن الأنصار بالأمس القريب إنهم انقلابيون ومتمردون وعُنصريون ومذهبيون وأدوات إيران وَ…، أن يقولوا اليوم عن الانتقالي نفس الكلام: إنهم انقلابيون ومتمردون وعنصريون وانفصاليون وأدوات الإمارات وَ…!
يُفترض عليهم اليوم أن يستصرخوا العالم أجمع، ويستدعوا الدنيا كلها للتدخل العسكري الفوري لتحرير المناطق الجنوبية من هؤلاء الانقلابيين، واستعادة الشرعية – على ما يسمونها – بالمناطق المحرَّرة، كما فعلوا مع الأنصار..
يُفترض عليهم اليوم أن يندُبوا ويلطموا ويولولوا ويصرخوا، ويملؤوا الدنيا بكاءً ونُواحًا على ضياع اليمن، ودولة النظام والقانون والمؤسّسات والديمقراطية، وغير ذلك من المسميات والشعارات الزائفة التي يتمترسون خلفها مكرًا ولؤمًا..
أليس كذلك..؟
طيب.. هل هذا حدث..؟
يعني: هل سمعنا أحدًا منهم اليوم يصرخ مثلًا: “وا سلماناه.. “وا أوباماه” أَو “وا ترامباه” أَو…!
بصراحة، لم يحدث ذلك، ولن يحدث إطلاقًا؛ فما قام به الانتقالي، ولا يزال، في نظرهم لا يعدو كونه ترتيباتٍ عسكرية أَو إجراءات أُحادية ليس إلا..
ذلك أن الإماراتِ هي من تقف وراء هذه العملية، وإمارات (الخير) – وكما تعلمون – صاحبةُ فضل وجمائل كثيرة عليهم كلهم، ولا يمكن أن تُسأل عما تفعل، حتى لو مزَّقت اليمن إربًا إربًا، أَو نصبت لهم المشانق، أَو علقتهم على خوازيق..
طيب.. تعالوا نحسبها من جانب آخر..
ماذا لو كان هذا الانتقالي مدعومًا مثلًا من إيران وليس الإمارات..؟! ماذا لو كان متهمًا فقط بتلقّي دعم إيراني لا إماراتي، كما اتُّهم الأنصار بذلك..؟
بالله عليكم، هل كان أدعياء الشرعية هؤلاء سيتعاملون مع الموقف كما يتعاملون معه اليوم..؟
قطعًا لا.. وألف لا..
على أية حال،
ما أريد أن أقوله هنا هو أنني كنت سأرفع لهم قبعة الاحترام لو أنهم تعاملوا مع الانتقالي فقط بنفس الطريقة التي تعاملوا بها مع الأنصار..
كنتُ سألتمسُ لهم جانبًا من العذر لو
ارسال الخبر الى: