متابعات..|

ذكرت أن الساحة الأمنية والإعلامية في كيان الاحتلال الصهيوني تشهد حالة من الارتباك بعد تحذيرات أصدرتها شرطة الاحتلال وهيئة “السايبر”، يوم السبت، بشأن مكالمات ورسائل مجهولة المصدر تلقاها “إسرائيليون” من داخل وخارج الأراضي المحتلّة.

وأكّـدت مصادر للصحيفة أن مصدر المكالمات والرسائل جهة إيرانية، حَيثُ تهدف إلى تجنيد إسرائيليين لصالح أجهزة الاستخبارات الإيرانية أَو دفعهم إلى تنفيذ أعمال داخل كيان الاحتلال أَو خارجه.

وأوضحت شرطة الاحتلال أن المكالمات تأتي من أرقام محدّدة، أبرزها المقاطع 03-6817 و03-3067. ورغم محاولة “الجهاز الوطني للسايبر” التخفيف من حدة الموقف بالقول إن المكالمات “لا تحمل أي ضرر تقني للهواتف”، إلا أنه اعترف بأن الهدفَ من هذه الرسائل هو التجسس أَو نشر الخوف والارتباك في صفوف المستوطنين الإسرائيليين.

علاوةً على ذلك وفي خطوة وُصفت بأنها “ضربة استخباراتية غير مسبوقة”، استعرضت وزارة الاستخبارات الإيرانية، مساء اليوم الأربعاء، عبر وثائقي تلفزيوني، مجموعةً من الوثائق والمعلومات السرية المتعلقة ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي، شملت صوراً حصريةً من داخل مفاعل ديمونا، إلى جانب كشف هُويات وأماكن عمل عدد من العلماء النوويين في كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وسلّطت هذه الاختراقات الضوءَ على تحوُّل أَسَاسي في طبيعة الحرب التي يخوضها (إسرائيل)، حَيثُ لم تعد المعركة تقتصرُ فقط على العمليات العسكرية أَو الهجمات السيبرانية، بل تمتد الآن إلى حرب وعي تستخدمُ فيها إيران أدوات غير تقليدية للتأثير على المجتمع الإسرائيلي. فبخلاف الهجمات التقليدية، أصبحت المواجهة تعتمد بشكل متزايد على التأثير النفسي وزعزعة الثقة بين المواطنين الإسرائيليين ومؤسّساتهم الأمنية.

ومع كُـلّ تحذير جديد، تزداد الهُوة بين الشارع الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، التي غالبًا ما تكتفي بإصدار التنبيهات بعد وقوع الخرق؛ مما يزيد من الشعور بعدم الأمان وفقدان الثقة في قدرة المؤسّسات الأمنية على حماية المواطنين.

وتكشفُ هذه التطورات أن الحرب النفسية والوعي الجماعي قد أصبحا جزءًا لا يتجزأ من الصراع المُستمرّ في المنطقة، مع تحول القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران إلى استراتيجيات غير تقليدية للتأثير على الداخل الإسرائيلي وزيادة تآكل الثقة في الجبهة الداخلية.

ويفاقم الوضعُ الحالي