صرخة من مجهول ضوء غامض يسطع بعد 10 مليارات سنة في طريقه إلى الأرض

56 مشاهدة
في أعماق الكون السحيق وعلى بعد 10 مليارات سنة ضوئية أضاء وميض غامض ظلمة الفضاء كما لو أن نجما ولد من رحم العدم لم يكن نجما ولا شهابا عابرا بل كان صرخة ضوء صدرت من قلب ثقب أسود جائع في مجرة بعيدة تعرف باسم J2245 3743 التقطتها أعين مرصد تسلازكوي المتربصة بأسرار السماء بعد أن تمكن فريق دولي من علماء الفلك من رصد أكبر وميض تم تسجيله على الإطلاق حول ثقب أسود وهو أيضا الأبعد من نوعه حتى الآن كتلته 500 مليون ضعف الشمس وفي حين تغذي هذه الثقوب السوداء العملاقة نفسها بالغاز والغبار المحيط بها عبر قرص تراكم فإن هذا الوميض نتج عن اقتراب نجم ضخم جدا للغاية من الثقب الأسود الذي تبلغ كتلته 500 مليون ضعف كتلة الشمس وقوة الجاذبية الهائلة للثقب الأسود مزقت النجم وبدأت بقاياه تبتلع في حدث يعرف باسم الاضطراب المدي النجمي وقال ماثيو غراهام من معهد كاليفورنيا للتقنية قائد الفريق البحثي إن هذا الحدث مختلف عن أي مجرة نشطة سبق وأن رصدناها ويظهر الوميض أن الجسم بعيد جدا ولامع للغاية وبدأ العلماء متابعة الوميض في عام 2018 وشاهدوا كيف زاد سطوعه 40 مرة خلال بضعة أشهر وعند ذروته كان الوميض أكثر سطوعا 30 مرة من أي وميض سابق للثقوب السوداء مطلقا طاقة تعادل 10 تريليونات شمس الوميض يتلاشى تدريجيا وأوضح سافيك فورد من جامعة مدينة نيويورك أن كمية الطاقة المنبعثة من هذا الوميض منذ بداية الملاحظات تعادل تحويل الشمس بأكملها إلى طاقة وفق معادلة آينشتاين الشهيرة ويستمر هذا الوميض في التلاشي تدريجيا ما يدل على أن الثقب الأسود لا يزال يبتلع النجم الضخم الذي يقدر أن كتلته الأصلية كانت 30 ضعف كتلة الشمس مقارنة بحدث سابق معروف باسم سكاري باربي الذي كان يبتلع نجوما أقل كتلة ويشير العلماء إلى أن تأثير تمدد الزمن الكوني يساعدهم على متابعة هذا الحدث بوضوح حيث إن الجاذبية الشديدة حول الثقوب السوداء تبطئ مرور الوقت بالقرب من الأفق الحدثي ما يجعل الحدث يبدو وكأنه يتحرك ببطء أمام أعيننا ليس انفجارا نجميا ويعتبر هذا الاكتشاف ذا أهمية خاصة إذ إن معظم أحداث الاضطراب المدي النجمي المكتشفة حتى الآن لم تحدث حول ثقوب سوداء نشطة ويعتقد العلماء أن النشاط الطبيعي للثقوب السوداء قد يخفي هذه الأحداث في معظم الحالات لكن حجم الثقب الأسود في قلب المجرة النشطة J2245 3743 جعل الوميض واضحا بشكل استثنائي وأكد الباحثون بعد دراسة دقيقة أنه ليس انفجارا نجميا سوبرنوفا وأن الوميض لم يكن موجها نحو الأرض فقط ما يؤكد أنه أقوى وميض ثقب أسود تم رصده على الإطلاق ويعكس ابتلاع نجم ضخم بطريقة نادرة جدا وأشار الفريق إلى أن مثل هذه الأحداث قد تحدث في أنحاء الكون بأكمله وأن المراقبة المستمرة للسماء باستخدام أدوات مثل أداة تسلازكوي و مرصد فيرا سي روبن قد تكشف المزيد من هذه الظواهر النادرة والمذهلة ونشرت نتائج البحث في مجلة نيتشر أسترونومي الثلاثاء 4 نوفمبر

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح