المرأة المكسورة جراح أنثوية على المسرح

33 مشاهدة

كل معنى الإنسان وكل دراما وجوده تكمن في داخله، لو كان تشيخوف الذي قال هذه العبارة موجوداً بيننا اليوم، ربما كان سيعدّل عبارته ليقول: كل دراما المرأة الحديثة تكمن في الصراع بين داخلها وخارجها. هذا تحديداً ما تتناوله مسرحية المرأة المكسورة التي تعرض حالياً على مسرح إنفاني إيزابيل في مدريد حتى الثامن عشر من الجاري.

بعد أكثر من نصف قرن على صدور نص المرأة المكسورة لسيمون دو بوفوار، يعود العمل إلى الخشبة الإسبانية بجرأة جديدة، وأداء لافتٍ، تمثيلاً وإخراجاً، ليعيد طرح أسئلة ما زالت تلاحق المرأة حتى اليوم: الحب، والعمر، والوحدة، والذنب، والهوية.

تبدأ المسرحية بمشهد بسيط: مورييل وحيدة في شقتها بينما العالم يحتفل في الخارج. لكن خلف هذا الهدوء الظاهري، تنفتح هاوية من الذكريات والخيبات: زواج فاشل، ابن بعيد، ماضٍ يطفو على السطح، ووحدة خانقة تجعل الكلام وسيلتها الوحيدة للبقاء. تتحول الغرفة إلى مرآة لداخلها المنكسر، وتغدو الإضاءة الخافتة والألوان الباردة جزءاً من البناء النفسي للشخصية. إنها امرأة في منتصف العمر تقضي ليلة رأس السنة وحيدة، بعدما تخلّى عنها زوجها وأبناؤها، لتجد نفسها محاطة بأصوات احتفالات الآخرين وداخلها خراب عميق.

من خلال مونولوغ طويل، بلا نقاط أو فواصل كما كتبته بوفوار عام 1967، تنفتح جراح الذات الأنثوية على المسرح في عرض يستحضر شعور الاختناق الذي ينتج عن الخضوع الاجتماعي لمعايير النجاح، والأسرة، والأنوثة المثالية. لا يتعلق الأمر برؤية امرأة مهزومة أو وحيدة أو خائبة بقدر ما نرى مرآة لمجتمع جعل من فشلها مادة لتأنيبها، ومن ألمها إثباتاً لعجزها.

عرض يستحضر شعور الاختناق الذي ينتج عن الخضوع الاجتماعي

على الرغم من مرور أكثر من خمسين عاماً على نص بوفوار، إلّا أن كلماتها كما تبدو في العمل المسرحي لم تفقد شيئاً من حدتها. على العكس، ربما اكتسبت طبقة جديدة من المعنى في زمن ما بعد النسوية، إذ لا تزال المرأة تنتزع مكانها في فضاء عام يطالبها دوماً بالتبرير.

بطلة العمل تقدم مونولوجاً يمزج بين السخرية والدمع، الكبرياء والانكسار، لتمنح الشخصية عمقاً

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح