متابعات..|

شهدت الأوساطُ السياسية والإعلامية في كيان الاحتلال الإسرائيلي حالة من الارتباك والذهول بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقتها المشروطة على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف العدوان على قطاع غزة، وهي الخطوة التي اعتُبرت على نطاق واسع انقلابًا في المشهد السياسي وأزمة غير مسبوقة لحكومة بنيامين نتنياهو.

ووصفت إذاعة جيش الاحتلال الموقف بـ”الجنون التام”، حَيثُ رأت أن ترامب بدا وكأنه يتبنى رواية المقاومة لأول مرة منذ بدء الحرب، حين أعلن أن “حماس وافقت على السلام، و(إسرائيل) يجب أن توقف القصف فورًا”، فيما لم تستطع حكومة الاحتلال التصريح بأن الرد غير مقبول.

الإعلام العبري، من قنوات وصحف ومواقع، اعتبر أن ترامب “وقع في فخّ حماس”، بعدما حمّل كيان الاحتلال مسؤولية استمرار الحرب، في ظل قبول المقاومة بمبدأ وقف إطلاق النار على أَسَاس الانسحاب ورفع الحصار، ورفضها التام نزع سلاحها كما طالبت الخطة الأمريكية.

مراسل القناة 13 الإسرائيلية قال صراحة إن “حماس خرجت الرابحة من كُـلّ ما جرى”، في حين أشار موقع “واي نت” إلى أن ترامب “باع (إسرائيل) مقابلَ نوبل للسلام”، بعد أن قلبت المقاومة موازين المبادرة، من متهمة إلى طرف يملك زمام التفاوض.

منصة “حدشوت بزمان” العبرية، وهي من أكبر المنصات الإعلامية في الكيان، كتبت أن “الطاولةَ انقلبت بالكامل“، في اعتراف ضمني بأن الرهان على عزل حماس قد فشل، وأن من يقود زمام المبادرة الآن هي المقاومة، التي حولت الضغط إلى الداخل الإسرائيلي والأمريكي معًا.

كما أظهرت التحليلات العبرية أن قبولَ حماس لم يكن استسلامًا، بل إعادة صياغة متماسكة لبنود الخطة، حَيثُ رفضت نزع السلاح، وربطت إطلاق الأسرى بانسحاب الاحتلال، وطالبت بحكومة تكنوقراط لا بوصاية أجنبية.

هذا المشهد أربك حكومة الاحتلال، التي فوجئت بتصريحات ترامب، وبدأت محاولاتٌ متأخرةٌ لاحتواء الموقف، حَيثُ نقلت القناة 12 عن مصدر سياسي –يُعتقد أنه نتنياهو– قوله إن ما جرى “تم التفاهم عليه مسبقًا”، وهو ما وصفه