صالح وتعز كتب فتحي بن لزرق

103 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

قال لي رجل مسن في زيارتي الأخيرة لتعز : لقد كان صالح يحب تعز أكثر منّا، كنت اظنه يهذي لكن وجوه الناس قالت نفس الرواية..
في زيارتي الأخيرة لتعز، لم أجد مدينةً فقط، بل وجدت رجلاً ما زال حيًّا في شوارعها، حاضرًا في طرقاتها، متجذرًا في ذاكرة أهلها.
كان علي عبدالله صالح هناك، في كل زاوية، وفي كل شارع، وعلى كل حجر شقَّه بيده أو أنارَه بقراره.
ما إن تطأ أطراف المحافظة حتى يخيل إليك أن الرجل غادرها البارحة فقط، لا قبل أربعة عشر عامًا.
أثره لا يزال غضًا طريًا، وحضوره يصفع الغياب، ويحرج من أسقطه.
نعم، من صاحوا يومًا بـارحل، لم يتركوا خلفهم سوى الخيبة، بينما ترك هو دولة وطرقًا ومدارس ومستشفيات، وعدالةً لم تعرف تعز لها مثيلًا بعده.
في تعز، كل شيء يشير إليه. الطريق طريقه، المدرسة مدرسته، الجامعة جامعته، والمعهد معهده.
من جاءوا بعده لم يردموا حفرة، ولم يضيئوا زاوية، ولم يشقّوا طريقًا.
كل ما تركوه خلفهم جدرانٌ باهتة، تعلوها شعارات جوفاء، ومسيرات بلا هدف، وهتاف بلا بصيرة.
صعدنا بالسيارة إلى أعالي الجبال كنا على وشك أن نلامس النجوم قلت لأصدقائي: لم يتبق لصالح الا ان يشق لكم طريق نحو السماء ضحكنا بحسرة وألم، مضينا على طريق عبد بصمته صالح بيده، فسفلتها، وشقّها، وأنارها.
تمر من جانبه أبراج الكهرباء الحكومية، شاهدةً أن رجلًا ما مر من هنا، رجلٌ أحب تعز بصدق، وكان أعدل من بعض أبنائها، وأحنّ عليها من كثير من أهلها.
بين كل قريتين، تنهض مدرسة أو معهد أو برج اتصالات، وكلها شواهد على عدالةٍ حقيقية نالتها تعز في زمن صالح.
وإن كانت اليمن قد خسرت صالح مرة، فإن تعز قد خسرته ألف مرة.
ففي عهده، كان ابن تعز كريمًا في صنعاء، عزيزًا في عدن، مبجلاً في كل شبر من هذا الوطن.
نالوا في عهده الإنصاف، والمكانة، والكرامة.
أما اليوم، فلا بلح عدن ولا عنب صنعاء.
ضاعت عليهم مواطنتهم التي منحهم إياها، وتاهوا في وطنٍ لم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع كريتر إسكاي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح