شيء من قراءات 2025
حين تسافر إلى مناطق سياحية شاطئية يصادف أن تجد في الفندق مكتبةً أو كُتباً متراكمةً، معروضةً لمن أراد القراءة، وأحياناً لمن أراد الاقتناء. تلك الكتب للسيّاح الذين تركوها وراءهم بعد أن قرأوها. القراءة جزءٌ من متعة الرحلة، يضع المسافر كتاباً أو اثنين في حقيبته ويستغلّ أيّ سانحة للقراءة. ويمكن مشاهدة اختلاط مشهد القراءة بصورة الماء بالقرب من أحواض السباحة. السفر بالطائرة بصحبة كتاب أيضاً يكون ممتعاً، فكم من كتاب مؤجّل بسبب زحمة الحياة يجد وقته الوافي للقراءة في الجو! وخصوصاً في الرحلات الطويلة. كان الكاتب البيروفي ماريو بارغاس يوسّا حين يُسأل كيف يمكنه أن يبدّد ملل الرحلات الطويلة، خصوصاً أنّه أمضى وقتاً من عمره مدرّساً في جامعات أميركية وهو المقيم في إسبانيا، كان يجيب بأنّ الأمر بسيط جدّاً، خذ معك رواية واقرأها طوال الرحلة. ستكون إذن معظم هذه الكتب التي تركها السيّاح وراءهم روايات، وكثيراً ما يدفعني الفضول لتقليبها أو النظر إلى أغلفتها على الأقلّ، لأجدها بلغات عديدة، وخصوصاً الإنكليزية والروسية، نظراً إلى أعداد السيّاح الناطقين باللغتَيْن. ولكنّنا سنرى أن الهاتف بدأ ينافس بقوة الكتاب، بل يكاد يزحزحه. ولِمَ لا، فربّما لن يمضي وقت طويل قبل أن تصير عادة قراءة الكتب في الأماكن نادرة، ويعود الكتاب إلى مكانه في المنزل، بعد أن كانت القراءات العامّة المشهد السائد حتى في مترو الأنفاق كما رأيت هذا في موسكو، إذ يتّكئ بعض الواقفين على الكتاب وهم منهمكون في قراءته، وكأنّما يتكئون على المعرفة تحسّباً من السقوط. الآن يتّكئ معظمهم على الهواتف. ولكن من قال إنّ الهاتف لا يحتوي على معرفةٍ بديلة، فمن خلاله نتابع كلَّ جديد في الصحافة والإعلام، بل يمكنك أن ترى من خلاله أفلاماً ومباريات وتعبر مدن العالم المختلفة بضغطة زرّ. على الرغم من هذا، ما زال الكتاب رائجاً وربّما أماكن قراءته اختلفت، فبدل أن يقرأ في الساحات العامّة، صار مستقرّاً في البيوت.
بما أن العام الجاري على وشك الانتهاء، يمكن لعاشق القراءة أن يسأل كم كتاباً قرأ، وما نوعية الكتب
ارسال الخبر الى: