شاكر الغاوي الشاب الذي مات حبا في الأهلي

في عالم كرة القدم، هناك خاسر وفائز. تنطلق الصافرة، يُعلن الحكم نهاية المباراة، ويعود كلٌ إلى حياته. لكن... ماذا لو لم يعد أحدهم؟
ماذا لو كانت الهزيمة في الملعب بداية خسارة في الحياة؟
قصة شاكر الغاوي، الشاب السعودي الذي رحل بعد سقوط فريقه المفضل الأهلي، ليست حكاية عن رياضة أو نتائج مباريات... بل عن قلب أنهكه الشغف، ووجع لم تفهمه الجماهير، وسخرية تحولت إلى خنجر.
ولد شاكر ونشأ في حيٍ لا يبعد كثيرًا عن نادي الأهلي في جدة.
كان يرافق الفريق منذ صغره، يحضر التمارين، يشجع في الوديات، يحفظ أسماء اللاعبين، ويتنفس كل تفصيلة صغيرة تتعلق بناديه.
لم يكن يرى في الأهلي مجرد نادٍ لكرة القدم، بل جزءًا من حياته وهويته النفسية.
يقول شقيقه الإعلامي حسين الغاوي:
«شاكر كان يقول لي: بمجرد ما أشوف الأهلي ألقى راحتي... حتى لو خسر، أنا بس أبي أشوفه».
لكن في مايو 2022، انهار كل شيء.
سقط الأهلي إلى الدرجة الأولى في مفاجأة صادمة لمحبيه، وكان ذلك كافيًا لإشعال أزمة نفسية عميقة داخل شاكر.
لم يكن يتحدث كثيرًا بعد ذلك اليوم.
انزوى بصمته، خفتت ملامحه، وبدأت حالته النفسية تتدهور.
في البداية، ظنّت العائلة أن الأمر مؤقت، كبقية المشجعين الذين يغضبون ثم يتجاوزون.
لكن شاكر لم يكن مثل البقية... كان يحيا من أجل هذا النادي.
«ما كنا نعرف إن الحب اللي فيه كان بهذا العمق، بهذا الثقل»..
هكذا يقول شقيقه، بنبرة لا تخلو من الأسى.
أخبار ذات صلة ولي العهد يهنئ النادي الأهلي ويستقبل أبطال آسيابعد اقترابه من لقب الدوري.. «بلان»: النصر منحنا قوة ذهنية كبيرةوبينما كانت جماهير الفرق الأخرى تتبادل النكات والسخرية، وتحول الهبوط إلى موجة تنمّر إلكتروني، كان شاكر يغرق في حزنه بصمت.
تفاقمت حالته، وأدخلته في أزمة صحية ونفسية انتهت بوفاته، وسط ذهول عائلته التي لم تدرك أن خسارة فريق قد تؤدي إلى خسارة ابن.
شاكر لم يكن الوحيد.
هو فقط الذي مات... لكن غيره كثيرون يتألمون كل يوم بصمت، يحملون
ارسال الخبر الى: